في إقامة القلاع ولا سيما في حلب وأنشأ طرقا وآبارا في الحجاز. وكانت المكوس التي تجبى في المواني ورسوم البضائع الصادرة من الهند إلى أوروبا من طريق مصر آتية من عدن وجدة والسويس وإسكندرية ، أو من طريق الشام ذاهبة من البصرة وحلب من أهم واردات المملكة. وتفاديا من أداء هذه الرسوم الفادحة حرص البرتقاليون على أن يكشفوا طريقا في البحر إلى الهند على يد ملاحهم فاسكو دي غاما وكتب لهم النزول إلى شاطئ الهند وبعثوا إلى أوروبا توا بسفنهم النقالة الكبرى عن طريق رأس الرجاء الصالح ، فتحاموا أداء المكوس الفاحشة التي كانت تؤخذ في المواني المصرية عن البضائع التي ينقلونها وعن نفقات النقل في البر فاستفاد البرتقاليون من ذلك ، ولم يسع الغوري أن يسكت عما يلحق المسلمين من مظالم البرتقاليين فحارب الأسطول البرتقالي غير مرة في بحري الهند والأحمر ونال منهم ونالوا منه قليلا. قال : وساءت حالة الغوري حتى لم يستطع أن يدفع رواتب المماليك في أوقاتها بحيث فقدت حكومته كل معاونة قوية ، وكانت سياسته الخارجية تعسة لأنه اضطر أن يحالف عدوه اللدود إسماعيل شاه خوفا من السلطان سليم العثماني ولم يخف ذلك عن السلطان سليم عرفه بواسطة جواسيسه اه.
وبينا كان قانصوه الغوري يغوص في أحلامه وأوهامه ، كان سليم الأول وهو التاسع من آل عثمان الملقب بياوز أي الشديد الجبار يجيش الجيوش ويعدّ الزحوف ويستجد السلاح ، فبدأ بقتل الشيعة في تخوم الأناضول وكانوا أربعين ألفا ، ثم زحف سنة (٩٢٠) على الشاه إسماعيل الصفوي صاحب شروان وأذربايجان وتبريز والعراق العجمي وفارس وكرمان وديار بكر وبغداد وباكو ودربند وخراسان وانتصر في وقعة جالديران المشهورة ، وانهزم عسكر الشاه إسماعيل شر هزيمة وجرح الشاه في المعركة وفتح السلطان سليم ديار بكر والأقاليم الكردية ، فهب قانصوه الغوري من مصر لإنجاده فيما قيل والأرجح أنه هبّ للدفاع عن مملكته. وكان نائب سلطان مصر على البيرة رجلا اسمه علاء الدولة بن سليمان (وهو صاحب مرعش والبستان) فلما اجتاز السلطان سليم بالبيرة يريد قصد الشاه الصفوي أمر علاء الدولة أهل مرعش أن لا يبيعوا شيئا لعسكر سليم ، فهلك كثير من رجالهم ودوابهم جوعا ، فشق ذلك على