وفي هذه السنة تسلمت نواب المنصور صاحب حماة سلمية وانتزعوها من صاحب حمص وفي سنة (٦٤٢) اجتمعت الفرنج من بلاد الشقيف وبلاد عامل وقصدوا وادي التيم فجمع الأمير عامر الشهابي عساكره وفرسان عشيرته ونهض لملتقاهم ، واستنجد بالأمير عبد الله المعنى فجمع أهالي الشوف وسار لنجدة الأمير عامر ، والتقى الجمعان في مرج الخيام وصدمتهم الفرنج ودام القتال ثلاثة أيام ، وهلك من الفريقين خلق كثير وفي اليوم الرابع هجمت عساكر آل معن وآل شهاب على الفرنج فنكسوا أعلامهم وولوا مدبرين ، عظمت بعد ذلك إمارة الأمير عامر واشتهرت صولته وأخذ قطائع في البقاع وأنشأ فيها مغارات عديدة.
وفي سنة (٦٤٤) اتفق الحلبيون والمنصور صاحب حمص وصاروا مع الصالح أيوب وقصدوا الخوارزمية فرحلت الخوارزمية عن دمشق وساروا نحو الحلبيين وصاحب حمص ، والتقوا على بحيرة قدس فانهزمت الخوارزمية هزيمة قبيحة تشتّت شملهم بعدها ، ومضت طائفة من الخوارزمية إلى التتر وصاروا معهم وانقطع منهم جماعة وتفرقوا في الشام وخدموا به. ورحل حسام الدين الهذباني بمن عنده من العسكر بدمشق ، ونازل بعلبك وبها أولاد الصالح إسماعيل وحاصرها وتسلمها بالأمان ، وحمل أولاد الصالح إسماعيل الى الصالح أيوب بديار مصر فاعتقلوا هناك ، وكذلك بعث بأمين الدولة وزير الصالح إسماعيل فاعتقل ، فلم يبق في دمشق وعملها من يدفع عنها ، فأرسل صاحب مصر عسكرا مع يوسف ابن الشيخ إلى الناصر داود صاحب الكرك فاستولى فخر الدين على بلاده وحاصر الكرك وخرب ضياعها وضعف الناصر ولم يبق بيده غير الكرك ، وصادف وفاة صاحب عجلون سيف الدين بن قليج فتسلم الملك الصالح أيوب عجلون أيضا.
وفتح (٦٤٥) ابن الشيخ قلعتي عسقلان وطبرية بعد محاصرتهما مدة وكان عمّرها الفرنج بعد استيلائهم عليهما سنة (٦٤١). وسلم الأشرف صاحب حمص قلعة شميميس للملك الصالح أيوب فعظم ذلك على الحلبيين لئلا يحصل الطمع للصالح في ملك باقي الشام. وفي سنة (٦٤٦) أرسل الناصر صاحب حلب عسكرا مع شمس الدين لولو الأرمني فحاصروا الأشرف بحمص فسلمهم إياها ،