الحجاز فقط ، حيث وصف البلوي الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وما بينهما من قرى (١).
١٠ ـ وصف الآثار التاريخية القديمة :
من خصائص كتابات الرحالة المغاربة والأندلسيين وصف الآثار التاريخية القديمة. واشترك معظمهم في هذه الخاصية ما عدا الرحالة الذين كتبوا رحلاتهم على هيئة برامج. أما الرحالة الوصفيون فقد أدلوا بدلوهم في وصف الآثار التاريخية القديمة بعد تدقيق شديد. ومثال ذلك البلوي ووصفه لمدائن صالح عقب معاينته لها." فأدرك الناس العبر وعاينوا منظرا لا تشرحه عبارة الخبرة لا يخبر عنه إلا منظره ، ولا يشفي من حديثه إلا محضره. وما عدا ذلك فنجم في سماء ونقطة من ماء" (٢).
كما وصفها ابن رشيد أثناء حديثه عن الطريق إلى المدينة. وذكر أن ما شاهده فيها يحار فيه الوصف. ومما يدلنا على تحليله السليم ما أورده في وصف منازلهم وما شاهده من عظام باقية لأهل مدين قائلا" وإن ظاهر أحوالهم أن خلقهم كانت كخلقنا إذ أبواب بيوتهم وزواياها على مقادير أبوابنا المعتادة في الارتفاع" (٣). كما اختصوا بتسجيل النقوش التاريخية الموجودة بالمساجد أو الآثار المقدسة.
١١ ـ وصف المجتمعات وأخلاقها وطباعها :
من أبرز من تكلموا عن أخلاق وطباع بعض المجتمعات التي حلوا بها الرحالة العبدري فقد وصف أهل مكة المكرمة بقوله : «وفي أصحابها بعض جفاء وقلة ارتباط للشرع وهم في الغالب يؤذون الحجاج ويحيفون على المجاورين بها» (٤).
__________________
(١) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٩٥.
(٢) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ـ ٢٧٩.
(٣) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٤ ـ ١٥.
(٤) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٧٢.