قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الرحلات المغربية والأندلسية

الرحلات المغربية والأندلسية

الرحلات المغربية والأندلسية

تحمیل

الرحلات المغربية والأندلسية

59/504
*

الشخصي من السلطان نفسه للاستكشاف والاتجاه غربا في المحيط الأطلسي ، إلا أنها تظل من الرحلات المجهولة ؛ لأن روادها لم يعودوا. وبهذا انقطعت أخبارهم وربما هلكوا أثناء رحلتهم.

رحلة سلطان مالي محمد بن قو :

حدث أثناء حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون (١) سنة ٧٢٤ ه‍ / ١٣٢٣ م لمصر أن زارها سلطان مملكة مالي (٢) منساموسي (٣) في طريقه إلى الحجاز لأداء فريضة الحج. وقد أفاض القلقشندي في ذكر أخبار مملكة مالي وما بها من خيرات اعتمادا على ما ذكره السلطان منساموسي ومن جملة ما ذكره هذا السلطان كيفية انتقال الملك إليه فأشار إلى رحلة لم تعرف تفاصيلها وما حدث لروادها لأنهم فقدوا ولم يعودوا ثانية إلى وطنهم وبالتالي ظلت أخبار رحلتهم مجهولة بالنسبة لنا. ولكن مجيء هذا السلطان وسؤاله عن كيفية

__________________

(١) محمد بن قلاوون بن عبد الله الصالحي أبو الفتح من كبار ملوك الدولة القلاوونية له آثار عمرانية ضخمة وتاريخ حافل بجلائل الأعمال ولد سنة ٦٨٤ ه‍ / ١٢٨٥ م. ولي السلطة وهو صبي سنة ٦٩٣ ه‍ / ١٢٩٣ م وخلع سنة ٦٩٤ ه‍ / ١٢٩٤ م وأعيد إلى السلطنة سنة ٦٩٨ ه‍ / ١٢٩٨ م وكان كالمحجور عليه قرابة عشرين سنة وكان يدبر أمر السلطنة الأستادار الأمير بيبرس الجاشنكير ونائب السلطنة الأمير سلار عزم على الحج وعرج على الكرنك فأعلن الإقامة فيها وترك السلطنة فنودي بالأمير بيبرس سلطانا ولقب بالمظفر سنة ٧٠٨ ه‍ / ١٣٠٨ م ولكن الناصر لم يلبث أن وثب على دمشق بعد ذلك بسنة. ودخل مصر واستعاد السلطنة وقتل بيبرس سنة ٧٠٩ ه‍ / ١٣٠٩ م واستمر في الحكم ٣٢ سنة وشهرين و ٢٥ يوما وتوفي بالقاهرة سنة ٧٤١ ه‍ / ١٣٤٠ م. انظر ابن دقماق : الجوهر الثمين ، ج ٢ ، ص ١١٤ ـ ١١٧ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٧ ، ص ١١.

(٢) (مملكة مالي) بفتح الميم المعروفة عند العامة ببلاد التكرور وهي جنوب المغرب متصلة بالبحر المحيط يحدها من الغرب البحر المحيط ومن الشرق بلاد البرنو وفي الشمال جبال البربر وفي الجنوب الهمج أهلها طوال في غاية السواد مجعدي الشعر وهي مملكة مربعة طولها أربعة أشهر أو أزيد وعرضها مثل ذلك وجميعها مسكونة إلا ما قل وهي من أعظم ممالك السودان المسلمين وتشمل خمس أقاليم كل أقليم مملكة بذاتها وهي مالي وصوصو وبلاد غانه وبلاد كوكو وبلاد تكرور وأكبرها مالى وقد دخل ملوك مالي في الإسلام منذ القدم. انظر إبن خلدون : العبر ، ج ١ ؛ القلقشندي : صبح الأعشى في صناعة الأنشا ، ج ٥ ، ص ٢٧١ ـ ٢٨١.

(٣) منسا موسي بن أبي بكر كان رجلا صالحا وملكا عظيما له أخبار في العدل تؤثر عنه عظمت المملكة في أيامه إلى الغاية وافتتح الكثير من البلاد. انظر المصدر السابق والجزء ، ص ٢٨٣.