و ـ الشعر والأدب :
لم تخل رحلة من الرحلات المغربية والأندلسية من الشعر. فقد كان للشعر نصيب وافر فيها ، وخاصة المدائح النبوية. ويظهر أن الذي أدى إلى ازدهارها هو الشوق لزيارة المسجد النبوي الشريف. فنرى أن بعض مؤلفي كتب الرحلات أوردوا قصيدة أو أكثر في مدح الرسول صلىاللهعليهوسلم : منها ما هو من تأليفهم ومنها ما هو منسوب لغيرهم. وتحمل تلك القصائد مشاعر الشوق واللهفة لزيارة المصطفى صلىاللهعليهوسلم وقد حصل العديد من الرحالة على إجازات في رواية تلك القصائد من العلماء الحافظين لها.
فالعبدري مثلا نظم قصيدة في مدح النبي صلىاللهعليهوسلم. كما وجدت أشعار مكتوبة على أستار الروضة الشريفة (١). إضافة إلى أشعار مرتجلة قيلت في ذلك الموقف (٢) ، أو عند قرب الوصول للمدينة المنورة ومكة المكرمة (٣).
وقد أخذ ابن رشيد إجازات في إنشاد المدائح النبوية وغيرها من الأشعار المنشودة في المناسبات عقب كل مجلس. وقام ابن رشيد بنظم أبيات من الشعر في وصف عرفات وجبلها وعقب انتهائه من أداء فريضة الحج. ومن العلماء الذين نال إجازاتهم في الشعر أبو اليمن بن عساكر. إلي جانب أن بعض الإجازات العلمية كتبت شعرا (٤) مثل إجازة أبي اليمن بن عساكر للوزير أبي عبد الله :
أحمد الله وهو للحمد أهل |
|
وأثني أثني عليه شكري |
وأصلي على الذي خصّ حقا |
|
بالمقام المحمود يوم الحشر |
أحمد المصطفى وعترته الغر |
|
وأصحابه النجوم الزهر |
وسلام على الألى شيدوا العلم |
|
وشادوا بناه من كل حبر |
العدول الأيقاظ من كل جيل |
|
الثقات الحفّاظ في كل عصر |
__________________
(١) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٨ ـ ٢١٣ ، ٢٠٥.
(٢) المصدر السابق ، ص ٢٠٥ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٨٣ ـ ٢٨٤.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، ١٩٦ ـ ١٧٠.
(٤) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٢٨ ، ٣٣ ، ٨٨ ، ١٠٤ ـ ١٠٥ ، ١٦٥ ـ ١٦٨ ، ١٨٥ ـ ١٨٧.