السابق مع الدعاء أيضا للشريف أبي نمي فقام وزير الشريف بإكرامه (١). ولم يقم الشريف أبو نمي بحضور هذا الحفل.
الاحتفال بغسيل الكعبة المشرفة وإحرامها :
ذكر ابن جبير احتفال أهل مكة المكرمة في الحرم لإحرام الكعبة المشرفة في يوم السابع والعشرين من ذي القعدة بحيث يرفع ثوبها بنحو قامة ونصف من نواحيها الأربع وأما فتح بابها فلا يتم إلّا عقب الوقفة بعرفة (٢).
أما التجيبي فقد أفاض في ذكر هذا الموضوع بالتفصيل فأشار إلى أنه في اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة يتوافد أهل مكة المكرمة إلى البيت العتيق حيث تمتلىء ساحات الحرم بهم ثم يقوم خطيب مكة المكرمة فيصعد المنبر لإلقاء خطبة ذاكرا فيها الكعبة المشرفة ومكة المكرمة مع إيراد بعض الأبيات الشعرية الحسنة ثم يقوم بالدعاء ، فيحمل الناس الكثير من القماش للكعبة. ويتقدم زعيم آل الشيبي إلى الكعبة المشرفة وقد نصب له بجوانبها كرسي خشبي يرتقي عليه ويقطع من كسوة الكعبة المشرفة نحو قامة ونصف مما يلي الأرض من الجوانب الأربعة ، وهذا يسمى إحرام الكعبة المشرفة ويعين الشيبيون زعيمهم ثم ينزل ويفتح باب الكعبة المشرفة ويدخل هو وآله وبعض الأعيان ويحمل لهم ماء زمزم فيغسلون البيت الشريف ثم يقومون بتجميره وإغلاق الباب ولا يتم فتحه إلا بوصول أمير الحاج المصري.
أما المقطوع من ثياب الكعبة المشرفة فتوزع قطعا صغيرة على الحجاج ويفعل ذلك أيضا بباقي ثوبها المنزوع عنها في يوم عيد الأضحى المبارك (٣). ولون ثوبها المعروف هو الأسود تزين أعلاه كتابة باللون الأبيض (٤).
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٥٩ ـ ٤٦٣.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٤٣.
(٣) كان يعمل بهذا الأمر إلي وقت قريب إلا أنه استبدل بالمال المدفوع لآل الشيبي عوضا عن الثوب المعاد إلى مصنع الكسوة.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٦٥ ، ٢٥٩ ؛ الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣.