إنّ صمت المصادر عن أمور جدّة في ذلك العهد يجعلنا نفترض أنه طالما وجد متول لأمرها سواء كان لقبه القائد أو الأمير من قبل أمير مكة المكرمة. ، فهي إذا إمارة صغيرة ملحقة بإمارة مكة المكرمة وأميرها لقّب بالقائد في البداية ، ثم بالأمير فيما بعد. وقد أصبحت جدّة ضمن توابع إمارة مكة المكرمة في عهد شكر ابن أبي الفتوح (١) ، ومن عهده خربت واندرست وبقيت آثارها (٢).
أما بقيّة مدن وقرى الحجاز فكان يعهد بها للأشراف من الأسرة الحسنية (٣) يرتبطون في ولائهم ومساعدتهم لشريف مكة (٤) أبي نمي وقتادة (٥).
وقد يمتنعون عن ذلك خوفا من سلطان مصر (٦).
وفي ينبع حمل حاكمها لقب أمير وأحيانا يلجأ إلى الاستبداد بها وارتباطه بمصر ، كما أشار العبدري وتبعت مّر الظهران والصفراء مدينة مكة المكرمة (٧).
هذا فيما يختص بالنظام في المدن التابعة لبلاد الحجاز. أمّا ما يتعلق بالدواوين التابعة لهذا الجانب فليست لدينا معلومات مفصّلة عنها ولا يعني هذا بالضرورة عدم وجودها ، بل من الطبيعي أنها معروفة لما تقّدمه من خدمات وأعمال خاصة بالبلاد.
__________________
(١) شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب الحسني أمير مكة ولي مكة بعد أبيه وجرت له مع أهل المدينة حروب ملك في بعضها المدينة المنورة وجمع بين الحرمين وملك الحجاز ثلاثا وعشرين سنة وكانت وفاته سنة ٤٥٣ ه / ١٠٦١ م وانقرضت به دولة السليمانيين من مكة وجاءت دولة الهواشم. أنظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ١٤.
(٢) ابن المجاور : تاريخ المستبصر ، ص ٤٦.
(٣) العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٢.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٤.
(٥) العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ٢١٢ ، ٢٢٣.
(٦) ابن خلدون : العبر ، ج ٥ ، ص ٤٨١.
(٧) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣ ، ١٦٧ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٨ ـ ١٢٩.