أكبر تاجر في بلاد الإنكليز ؛ فإنّهم يطبخون اللحم مع جميع البقول الغالب أن الإفرنج لا نظافة لهم في الطبخ من حيث كانت خدّاماتهم أبدا مكشوفات الرؤوس فيتناثر شعرهن في الطبيخ ، ولأنهم قليلا ما يبيّضون آنية الطبخ حتى إن هذه الصنعة في مالطة تكاد أن تعد من المفقود ، وأكثر آنية الطبخ عند الإنكليز من الحديد وهو أسلم عاقبة ، وأهل مالطة مثل غيرهم من الإفرنج في كونهم يأكلون المخنوق ، وزادوا عليهم في أكلهم الميتة من الدجاج ونحوها. وإذا دعوت أحدا منهم إلى مأدبة لم يكن منه في خلال التهامه ما بين يديه إلا الثناء على نفسه بأنه قليل الأكل وعلى ذلك قولي :
لئام إذا ما زرتهم في بيوتهم |
|
كرام إذا زاروك ما أمكن اللحس |
ولو وسعت أفواههم غير ما بها |
|
لكان لكلّ بين أنيابه فأس |
وقلت أيضا :
لجاري ثغر للهم القرى |
|
وذمّ الورى منتهى حدّه |
فلا شيء أسهل من فتحه |
|
ولا شيء أصعب من سدّه |
وكلّهم يأكلون الثوم والبصل نيئا فلا تزال رائحة أفواههم منتشرة.
مراقدهم ومجالسهم
أمّا مراقدهم فإنّهم يرقدون غالبا على سرر من حديد والمتنكلزون منهم يتّخذون في الصيف سررا منه ، وفي الشتاء من الخشب ، وفرشهم متعدّدة وثيرة ، وقد سمعت أن غير الأغنياء يتّخذون فرشا عالية ولكن لا يرقدون عليها وإنّما ينضّدونها للمفاخرة والمباهاة ، والأطبّاء هنا يقولون إنّ الرقود على فرش القطن مضعف للجسم ، وإنّ حبل الليف أو التبن إذا نفش كان خيرا منه ، وفرش الأغنياء من الصوف.