درزها (٥١) ونعيمها عينا قد أصبحوا من هذه الحياة على شفا جرف هار يعتبر بهم اللبيب ، ويتّعظ بهم المستهتر في حب هذه الدنيا الغرور إذ تراهم كالأغرار من الأولاد قد انحنت منهم القدود لما استوى عندهم داعي الأجل ، وأظلمت منهم الأبصار بعد أن أضاء فيهم صبح المشيب وانحلّت منهم القوى بعد أن غلّت (٥٢) منهم الأفكار والنهى ، فثم يقضون ما بقي من ظمء (٥٣) حياتهم بكان وصار.
معلومات إحصائية
وفي فالتة عدّة فنادق للمسافرين بهيّة ذات حجرات مفروشة عتيدة أجرة كلّ منها في اليوم نصف شلين في الأقل. وفيها من الذكور أكثر من اثنى عشر ألفا وخمسمائة نفس ، ومن الإناث أكثر من أحد عشر ألفا وثمانمائة وسبعين ، جملة ذلك أربعة وعشرون ألفا وثلاثمائة وسبعون نفسا. ومن القناصل أربعة عشر ، ومن القسيسين نحو مائتين وخمسين ، وسبعة أديار للرهبان والراهبات.
وجملة ما في الجزيرة كلّها من الكنائس الكبار سبع وسبعون ، ومن الصغار مائتان وأربع وأربعون ، ومن الأديار واحد وعشرون ، ومن الأطبّاء مائة وتسعة وعشرون ، ومن الدوائية والعقاقيرية تسعة وأربعون ، ومن كتّاب الصكوك والعقود مائة وأربعون ، ومن أصحاب الموسيقى مائة وثلاثة وستّون ، ومن المعلّمين في المكاتب مائة واثنان وأربعون ، ومن المصوّرين مائة وثلاثة وتسعون ، ومن المتوظفين في خدمة الميري خمسمائة وواحد وثلاثون ، ومن المرتب لهم عمريات ولا شغل لهم ثلاثمائة وستّون ، ومن التجار ستّمائة وستّة وثلاثون ، ومن السماسرة مائة واثنان وسبعون ، ومن اصحاب الحوانيت ألفان وستمائة وأربعون ، ومن المزارعين ثلاثة آلاف وثلاثمائة وستّة وعشرون ، ومن الفلاحين ثمانية آلاف وسبعمائة وستّون ، ومن صاغة الفضّة والذهب
__________________
(٥١) الدرز : النعيم والسعادة. (م).
(٥٢) غلّت منهم الأفكار : اضطربت ، وحادت عن الصواب. (م).
(٥٣) ظمء حياتهم : القليل الباقي منها. (م).