لا ضلع له مع أحد الفريقين ، ثم اشتعلت أيضا بين الإنكليز والأميريكانيين ، وذلك في سنة ١٨١٢ فلم تنته إلا بعد ثلاث سنين. قال في معجم الأوقات أصل حروب فرنسا التي تغلغلت فيها الإنكليز نحو مائتي سنة نشأ عن أمراء نورماندي وهم ملوك الإنكليز ، فإنهم كانوا يضبطون هذا الإقليم كأنه وقف لتاج فرنسا ، حتى فتح وليم الأول إنكلترة فصارت هذه الولاية ملحقة بها ، ولكنها انسلخت عنها في عهد الملك يوحنا ، وذلك في سنة ١٢٠٤ ، قال وقد تعددت حروبنا مع الفرنسيس ونصرنا عليهم نصرات متعددة. وفي عهد هنري الرابع طرد الإنكليز من فرنسا ، وبعد أن خرجت من يدهم بقيت الحروب تعاقب المهادنة ، والمهادنة تعاقب الحروب مددا طويلة ، فجملة ما وقع من الحروب بيننا وبينهم ثماني عشرة حربا ، وقد قضت الإنكليز ستا وخمسين سنة في الحرب ، واثنتين وستين في السلم ، فصرفوا في حرب سنة ١٦٨٨ ـ ٠٠٠. ٠٠٠. ٣٦ ليرة ، وفي حرب إسبانيا اثنين وستين مليونا ، وفي الحرب الثانية معهم أربعة وخمسين مليونا ، وفي الحرب التي دامت سبع سنين مائة واثني عشر مليونا ، وفي حرب أميريكا مائة وستة وثلاثين مليونا ، وفي حرب فتنة الفرنسيس أربعمائة وأربعة وستين مليونا ، وفي حرب نابوليون ألفا ومائة وتسعة وخمسين مليونا ، فتكون جملة المصاريف في مدة مائة وسبع وعشرين سنة ، وذلك من وقت الفتنة التي جرت في سنة ١٦٨٨ إلى آخر مدة نابوليون في سنة ١٨١٥ ـ ٠٠٠. ٠٠٠. ٠٢٣. ٢ ، وقد حسب بعضهم عدد القتلى من الفرنسيس في ست وقائع في حرب جرت بينهم وبين عسكر إسبانيا ، فكانت ٠٠٠. ٦٠٠ ، ومثلها من أهل إسبانيا ، وممن كان يتحزب لهم. وبقيت أقطار البلاد عرضة للتخريب والمصائب من كل وجه. قلت وقد بلغت مصاريف حرب الهند في هذه الأيام الأخيرة ٠٠٠. ٥٠٠. ٩.
حروب نابوليون ونهايته
أمّا نابوليون الأول فإنه دان له أكثر ممالك أوربا فقهر بروسيا والروسية وسويد حين تواطؤوا مع الإنكليز على حربه ، ودخل مملكة بروسية منصورا ، فاجتمعت عليه دول الروسية وأوستريا وبروسيا وغيرهم ، ثم عنوا لطاعته في مدينة درسدن ، وكانت هذه