الأيوبي ، وذلك أن بعض ضباط الفرسيس المسمى ببطرس الأرميت ، أي الناسك ، كان قد سافر إلى الأرض المقدسة في سنة ١٠٩٣ ، واجتمع ببطرك أورشليم فشكا البطرك ما تقاسيه النصارى هناك من جور المسلمين ، فلما فصل عن المكان أصحبه بكتاب إلى البابا أوربان الثاني فجرّده البابا لأن يطوف على ملوك النصارى ، ويحرضهم على القتال ، فأخذت بقوله وهاجوا لارسال الجيوش ، ثم قام من بعده راهب من بريتاني اسمه أرلوان ثم صان لويس ، ألا ولو لا هم لم تستقل دولة أميريكا بأمورها كما تراها الآن ، وتفصيله أن دولة الإنكليز كانت قد كلفت المستوطنين في أمريكا من المكس والضرائب ما لم يكونوا يعهدونه ، وكان الحامل للدولة على ذلك ما ركبها من الدين بسبب الحروب التي تقدمت كما يرد تفصيله ، فلما بلغت الأوامر إلى بستان أو بستون تعصب أهلها على أن لا يدفعوا شيئا مما لم تجر به العادة ، ثم عقدوا مجلسا عاما ، ورأسوا عليهم جورج واشنطون ، وفوضوا إليه التدبير والأمر. وفي سنة ١٧٧٦ شهروا إنفصالهم عن الإنكليز وبعثوا بنيامين فرنكلين إلى ديوان فرنسا ليعرض ما استقرّ عليه رأي القوم ، واستنجدوا بالملك لويس السادس عشر ، فأرسل لهم اثنتي عشرة بارجة من طولون ، فتوجهت البوارج إلى رود وهي جزيرة كانت تدخر الإنكليز فيها جهاز الحرب ، فما كادت تصل إلى هناك حتى ثارت عليها الرياح العواصف فبادت عن آخرها. ثم ذهب من فرنسا لإعانة الأميريكانيين كثير ممن شهروا بالبسالة والنجدة أشهرهم لا فايت ، وكان قد بلغ من العمر عشرين سنة لا غير ، فلما وصل إلى هناك حظي عند واشنطون حظوة عظيمة ، ووقتئذ اتفقت دولة فرنسا مع دولة إسبانيا بعد ما كان بينهما من المنافرة على إعانة الأميريكانيين ، ثم أمدهم الجنرال روشاميو بستة آلاف من العسكر لاستخلاص جزيرة رود ، ثم استخلصوا أيضا مدينة يورك ، واستأسروا من الإنكليز ثمانية آلاف ، وعندها تم انعقاد الهدنة بين الدول ، وجرى تحريرها في باريس سنة ١٧٨٢ ، انتهى ملخصا من فلتير.
حروب ونفقات
قلت ثم اضطرمت الحرب بين الإنكليز والفرنسيس فقام الأميريكانيون مقام من