إدارة هذه المدارس
قلت أن كثيرا من هذه المدارس والمكاتب يديره القسيسون فلا يأخذون من المتعلم إلا نصف المصروف عليه ، فيمكن للوالد أن يضع ولده في أحدها بمصروف ثلاثين فرنكا في الشهر ، فمن أجل ذلك ترى جميع الأولاد هنا مترشحين للعلوم والصنائع ، وللأخوات اللائي هن من جنس الراهبات فضل عظيم مشهور في تربية البنات ، وتمريض الرجال والنساء في بيوتهن ، أو بيوت المرضى ، حتى أن بعضهن يداوي وبعضهن قوابل ، وقد يسافرن إلى البلاد الشاسعة في فعل الخيرات ، ولهن لباس مخصوص يعرفن به على تنوعه. فهذه الطريقة أنفع من طريقة الراهبات في الشرق إذ يحتجبن عن الناس في الدير ، فلا ينفعن أحدا من الناس ، وهاتان المزيتان ، أي التعليم على الوجه الذي ذكرناه والاعتناء بالمرضى ، لا توجدان في لندرة. على أن التداوي في مستشفيات باريس هو على طرف الثمام (٢٧٨) ، وفي لندرة يحتاج إلى ذرائع ووسايط.
المستشفيات والمارستانات ونفقاتها
قال وفيها ستة وثلاثون مارستانا ، وقد علم من خلاصة صدرت في سنة ١٨٤٢ أن هذه المارستانات تقوم بمؤنة اثني عشر ألفا ، من المرضى والعاجزين رجالا ونساء ، وفي كل سنة يدخلها نحو ثمانين ألفا ، وإن مصاريفها في السنة المذكورة بلغت أربعة عشر مليونا ونصف المليون ، لكن إيرادها أكثر من المنصرف ، وهو يتحصّل من ضرائب على الملاهي ، ومن العقار الذي يشترى للمقابر وغير ذلك ، ويصرف فيها أي في هذه المستشفيات من اللحم ٢٥٠. ٥٦٠. ٢ رطلا ، ومن الزبدة ٨٠٠. ٤٨ كيلو غرام ، ومن اللبن ٠٠٠. ٥٣٠ لتر ، ويوجد أيضا ما عدا ذلك مواضع عديدة لإغاثة الفقراء وتشغيل
__________________
(٢٧٨) على طرف الثمام : أي سهل التناول (م)