الشهر ، وكان ربع الساعة الأول يطرقه ولد بتفاحة ، والثاني شاب بسهم ، والثالث رجل برأس عصا ، والرابع الأخير شيخ بعكازه ، وعند مرور كل ساعة يفتح الباب ملك وينحني مسلّما على مريم العذراء ، ثم يطرق الجرس وبقربه ملك آخر يحمل ساعة رملية يقلّبها عند انتهاء الدقات الأربع ، وكان بها أيضا ديك من ذهب يصفق بجناحيه عند اقتراب كل ساعة ، ويمد عنقه ثم يصقع (٢٦١) مرتين.
وفي أواخر القرن المذكور صنع رجل من جينوى اسمه دروز ساعة دقاقة ذات حركات غريبة ، وكانت تشتمل على تمثال رجل أسود وراع وكلب ، فكان الراعي عند طرق الساعة يعزف على الناي ستة أصوات ، فيدنو منه الكلب ويحرك ذنبه متملقا. ولمّا عرضها على ملك أسبانية تعجب منها غاية التعجب ، فالتمس إليه دروز أن يمدّ يده ويأخذ تفاحة من سلة الراعي ، فلما فعل انبعث الكلب ينبح نباحا عاليا ، حتى صار كلب الملك ينبح أيضا. قيل وكان إذا سئل الأسود عن الساعة أجاب بالكلام الفرنساوي ليفهمه الحاضرون. وأول من وضع الرقاص في الساعة الدقاقة ريشارد هارس الإنكليزي ، وذلك في سنة ١٦٤١. أمّا الساعات الصغيرة التي توضع في الجيب مختصرة عن الكبيرة فالجزم بمعرفة مخترعها صعب ، والأرجح أنها من مخترعات هوك. وقيل أن أصل اختراع الساعات كان في نورمبرغ في سنة ١٤٧٧. وحقق البعض أن روبرت ملك سكوتلاند قد كان له ساعة وذلك في سنة ١٤١٠.
وكان استعمال الساعات في الأرصاد الفلكية في سنة ١٥٠٠ ، وقال بعض أن الإمبراطور كرلوس الخامس هو الذي كان عنده ما يصدق عليه اسم الساعة وذلك في سنة ١٥٣٠ ، وأصل جلب الساعات إلى بلاد الإنكليز كان من جرمانيا في سنة ١٥٧٧ ، أمّا الساعات التي توضع في الجيب فمن الناس من نسب اختراعها إلى دكطر هوك ، وأهل هولاند نسبوه إلى هيكفس (٢٦٢). وقيل إن ساعة الماء عرفت في رومية في سنة ١٥٨ ، وإن البابا بواس الأول أهدى بابان ملك فرنسا ساعة مائية في سنة ٧٦٠ ، وقيل إن أصل اختراع الساعة الشمسية كان في سنة ٥٥٠ قبل الميلاد ، وقيل
__________________
(٢٦١) صقع الديك : صاح (م)
(٢٦٢) في الطبعة الأولى : هيكنس (م)