إقليم بنريث
ثم إن إقليم بنريث حسن جدا لأنه يحوي جبالا وأودية ، وأعظم جباله «هل فلن» ارتفاعه نحو ثلاثة آلاف قدم ، وهو مخصوص بمعادن الفحم. وأهل البلد نحو سبعة آلاف ، وفي أول يوم من أبريل حشدت الناس في الطرق ومعهم أعلام وآلات طرب ، فسألت صديقي عنها ، فقال : إن جمعية هنا تسمى جمعية «الاد» من شأنهم أن يجتمعوا في كل ثلاث سنين مرة لمواساة بعضهم بعضا. فيصنعون وليمة في هذا اليوم ، ويتلون ما تقرر عندهم من الترتيب ، ثم ينصرف كل منهم إلى محله ، ومثل هذه الجمعيات في بلاد الإنكليز لا يعد ولا يحصى. وأهل ذلك الصقع يلتحفون بشملة على أكتافهم للتدفئ ، ونعال فلاحيهم من خشب ، وعيشهم أجهد من عيش غيرهم ، وأنحسهم من يعمل في المعادن.
التوجه إلى سكوتلاند
ثم عنّ لي أن أسافر إلى سكوتلاند لأرى قاعدتها ، وهي ايدنبورغ. إذ كنت غير بعيد عنها ، فودعت مضيفي وسافرت إلى V ليفربول فوصلت إليها بعد سفر نحو ست ساعات. وهذه المدينة هي من أعمر مدن إنكلترة بعد لندرة ومنشستر ، فلا يزال مرساها مشحونا بالسفن ، وسفنها مشحونة بالبضائع ، ومنه تسافر إلى جميع الأقطار. وهي تقابل مرسيلية في فرنسا ، كما أن منشستر تقابل ليون في كونها ذات معامل للحرير والثياب ، ولندرة تقابل باريس.
مدينة ليفربول
وفي ليفربول عدة ملاه وملاعب ، وحوانيت بهيجة ، وأبنية حسنة من أعظمها المحل الذي يقال له «قاعة البلد». وأهل المدينة لا يسخرون من الغريب ، وذلك لكثرة اختلاطهم بالغرباء. وكان افتتاح سكة الحديد بينها وبين لندرة في سنة ١٨٣٨ ،