أن بصر بها رجل كان على الشاطئ ، فبادر إليها وأنجاها من الغرق. وأخرى جنّت من تهويل عرّافة عليها ، فكانت تقول في حال جنونها : مبصّرة البخت الورق مبصرة البخت الورق. ومنهنّ أيضا من تبصر البخت برؤية الكفّ. وقد رأيت كتبا مطبوعة في علم الكفّ ، والهيئة فيها من الأحكام نحو ما في كتبنا.
ومنهن من تدّعي إحضار الغائب وتشخيصه لعين السائل في مرآه ونحوها ، كما في مندل مصر. وفي أخبار العالم عدد ٦٩٣ من شاء أن يعلم ما يجري عليه في المستقبل من الشغل أو السفر أو الزواج أو تعاطي مصلحة فعلية أن يسأل المنجّم داود ستلا المقيم في «إدورد ستريت مادنلان» بحيث يوقفه على يوم ميلاده وعلى جنسه ويرسل إليه اثنين وعشرين طابعا ، فإنه ينبئه بالتفصيل عن كل شيء سواء كان بالمكاتبة أو مشافهة. وفيها وكذلك المنجّم ملفيل وجوابه عن المسائل يكون نظما ، وعلى السائل أن يرسل إليه اثني عشر طابعا.
وفيها من كان دأبه الشغل ، ومعه بعض شلينات ، ورام أن يتعلّم في أسبوع واحد حرفة مكسبة فعليه بالمنجّم كورتني فإنّه يهيئ له وجها للعمل بما عنده من القليل ، حتى يمكنه أن يكسب بعد ذلك من ثلاث ليرات إلى عشر ، وهو على هيئته ، وهذه الحرفة هي من أكرم الحرف ، وقد باشرها المنجّم منذ سنين ، وغبط بها فلذلك يعرضها على الطالبين بحيث يحرز منهم ثلاثين طابعا.
وفي بعض صحف الأخبار ما نصّه : «قد صار أهل لندرة الآن جديرين بأن يكونوا ضحكة لأهل الريف لاعتقادهم بالسحر والشعوذة ، ولم يبق من حاجة إلى الذهاب إلى بلاد الفلاحين لنستمع أن النساء اللواتي لا عيب فيهن سوى الفقر والهرم يستطعن على أن يمنعن البقرة عن الحلب ، ويعطلن المزارعين عن أعمالهم ، ويجرّنّ الراقد من فراشه من غير أن يحس به ، فإن هؤلاء المدجّلات المدلسات يوجدن الآن في لندرة مع كونها معدن المعارف والنور. وليس المتردّدون عليهن من سفلة الناس ، وحسبك دليلا ما جرى منذ أيام في ديوان كلدهال حيث أحضر بعض الشرطة امرأة من هؤلاء لكونها كتبت رقاع وعيد وتهديد إلى بعض التجار ذوي الشأن ، قال : ولمّا دخلت حجرتها وجدت عندها أربع نساء مترديات باللباس الفاخر أحسبهن من بنات التجار ، فلمّا سألتها عنهنّ ، قالت : إنّما قصدنني لعلمهنّ بأني أبصر البخت.