مفتاحا في الإنجيل ، ثم يربط الإنجيل بخيط على شكل الصليب ، ويجعل حلقة المفتاح بارزة منه ثم يتلو الآيتين السادسة عشرة والسابعة عشرة من الفصل الأول من سفر راعوث ، فإذا دار المفتاح كان ذلك دليلا على إخلاص قلب الشخص المضمر وإلا فلا. والزواج في شهر أيار شؤم. وإذا أراد أحد أن يفتح دكانا أو يتعاطى مصلحة مهمّة فلا يبدأ به يوم الجمعة ، بل يوم الخميس ، أو السبت ، وهذا التطيّر فاش عند جميع رؤساء المراكب. وفي السنة الكبيسة تلبس النساء ثوبا أحمر تحت القفطان.
وكلّما أكثروا من أصناف الحلواء في رأس السنة زاد استبشارهم بخيرها وبركتها. وفي عيد الميلاد يصنعون نوعا مخصوصا من الحلواء يسمونه «كرسمس بودن» ويبقون منه شواية(١٩٢) في الصوان (١٩٣) تبركا بها. وإذا مضى عليهم هذا العيد من دون هذه الحلواء أوجسوا النقص والقلّة سنتهم كلّها. وإذا كانوا غائبين عن بلادهم ولم يقدروا على اتخاذها بعثوا إلى أهلهم يستهدون لماظة (١٩٤) منها فيبعثون لهم في كتاب بمثل قلامة الطفر. وفي ليلة ذلك العيد يوقدون شموعا كثيرة ونارا متأجّجة ، ويزيّنون الغرف بتلك الأغصان التي تقدّم ذكرها ، ويظهرون الفرح والابتهاج ، وإذا مشت امرأة من تحتها حقّ للرجال أن يقبّلوها. وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر أيلول ويسمّونه ميكلمس ، أي عيد ميكال يأكلون الوز ، وفي السادس من كانون الثاني يصنعون كعكا مخصوصا يسمّونه كعك اليوم الثاني عشر.
ومن أوهامهم أيضا الاعتقاد بظهور روح الميت عند قبره. وهذا الوهم فاش حتى عند عامّة سكان المدن ، فقد كنت أرى في كلّ ليلة جمعا عظيما واقفين عند إحدى المقابر لما شاع عندهم من أن روحا تراءى فيها لبعض المارّين في هيئة بشر بلباس أبيض. فأوجب انحشارهم هذا إحراق وجه المقبرة بالجير لنفي تردّد الروح. أو لعلّه كان حيلة في منع اجتماع الطعام لأنّهم حيثما اجتمعوا اجتمع الشر. وفي لندرة موضع اسمه «هاتن كاردن» فيه عين ماء يزعمون أنّه يجري منها دم في كلّ يوم عند
__________________
(١٩٢) الشواية : القليل من كثير. (م).
(١٩٣) الصوان : ما تحفظ فيه الثياب وغيرها. (م).
(١٩٤) اللماظة : القليل من الطعام يتلمظ به. (م).