يجوز في اللغة اللاتينية أن تقام حركة طويلة مقام حركة قصيرة نحو أن تجري لفظة «ماد» مجرى «مد» ونحو ذلك ، ثم سألني : كيف تفعلون بأل في قولك «الذين» فإنه اجتمع فيها ثلاثة سواكن ، وأنتم تقولون : إنّه لا يصح اجتماع ساكنين؟.
فقلت : أين السواكن الثلاثة هنا؟.
قال : الألف واللام والدال.
وقال لي يوما : أتدري من أين اشتقاق الزناء؟
فقلت : لا أدري.
قال : من العبراني فإن زنى فيها بمعنى باع ، فكأن الزانية تبيع نفسها للرجل. وسألني مرّة أخرى : أتدري ما أصل المدّة في نحو آمن؟.
فقلت : لا.
فقال : هي الالف في السرياني. وقرأ يوما «قوما بطّالين»
فقال : البطل عند الصوفية في ثاني مرتبة العابد.
فقلت : الأولى البطل.
وقال أيضا : إن «يومنا» في قول العرب : إلى «يومنا هذا» من السرياني وهو «يومنان» وقد جرى لي معه وقت الترجمة عدة مناقشات ، ومجادلات لا بأس بإيرادها هنا ، وإن طال بها الكلام فإنها عنوان على معرفة القوم لغة الشرقيين وخصوصا العربية.
منها أنه كان يحاول استعمال كلمة هوذا في كل موضع يجدها في الأصل أعني العبراني ، فإنه لا يمتنع فيها أن يقال مثلا لأن هوذا أو وهو هوذا.
وكأن هوذا رجل ، وكان يظن أن إذا في قولنا خرجت وإذا زيد بالباب لا تغني مغناة هوذا.
ومن ذلك أنه كان ينكر قولنا مثلا أحد الرؤساء بدل رئيس ، ومن ذلك أنه كان يريد المحافظة على الأصل بالإتيان ب (قائلا) بعد قال ، فإنه يقال فيه : قال قائلا مع أن هذا التركيب في لغة الإنكليز منكر ، ولذلك كنّا نجد في توراتهم : وتكلّم قائلا لا قال قائلا ، وفي مثل قولنا : ضرب لهم مثلا كان يبدل ضرب بدل قال لأنه كان يترجم في عقله لفظ ضرب إلى لغته فلا يجد معنى سوى إيصال الألم ، وكان يبدل علم