من طبعهم أيضا
ومن طبعهم أيضا أن
لا يحترموا الشيخوخة من حيث هي شيخوخة ، ولا تهاب الأولاد والديهم كما تهاب
الأولاد عندنا ، ولا يحنّ الوالدون أيضا على أولادهم كما عندنا ؛ ولذلك يقع كثيرا
أن الأب يقتل ولده ، والولد يقتل أباه وأمه كما يأتي بيان ذلك. وقد يحدث عندهم
أيضا مضاجعة الأب ابنته ولكن لم يبلغني أن ولدا ضاجع امه وفي المدن الجامعة قد
تتواطأ الأم وابنتها أو الأخت وأختها على الفحش والفساد ، أو الأخت وأختها.
من منكر عاداتهم
ومن منكر عاداتهم
التي لا يمكن أن يحولوا عنها مع علمهم بأن جميع الإفرنج خالفوهم فيها حلقهم لحاهم
وشواربهم ، حتى إن عساكرهم لم تتحلّ بها إلا في هذه الحرب الأخيرة. فليت شعري كيف
يرى وجه الجندي محفوفا منتوفا كوجه المرأة. ثم ليت شعري أي حسن للشاب أكثر من
الشوارب؟ وأيّ حلية وفضل وكمال للشيخ أكثر من اللحية؟ وإذا حسن للشاب حلق شواربه
فلم لا يحسن حلق حاجبيه؟ وأغرب من ذلك أن قضاتهم وأولي الأمر منهم إذا جلسوا لفصل
الأمور وضعوا على رؤوسهم شعرا أبيض عارية ، وأرخوا منه نحو ذنب معقود على قذلهم. فأخبرونا
أيّها الناس كيف يكون الحسن والهيبة في ذنب ، ولا يكونان في لحية؟
لعمري إنّ الشيخ
بلا لحية وشوارب أشبه بالقرد منه بالإنسان ، والشاب بلا شوارب أشبه بالأنثى
والخنثى منه بالرجل ، فإنّها من علامات الرجولية وممّا خلقه الله من المحاسن
الطبيعيّة. وإن يكن من عذر للعامّة في حلق لحاهم فلا أرى للقسيسين وغيرهم من أهل
الكنيسة عذرا. فإنّ المسيح ورسله كانوا كلهم ملتحين ، وكانوا يشربون عين الكأس
التي يشربها هؤلاء ، فكيف كانوا يفعلون؟