في الإبدال وجوازه
وقال الاشموني عند ذكر الإبدال : الشين أبدلت من ثلاثة أحرف : الكاف ، والجيم ، والسين. فالكاف نحو أكرمتك قالوا أكرمتش ، وهي كشكشة تميم كما تقدم ، والجيم كما في قوله إذ ذاك حبل الوصال مدمش أي مدمج ، قال ابن عصفور : ولا يحفظ غيره ، وسهّل ذلك كون الجيم والشين متّفقين في المخرج. إلا أنّه يظهر أيضا أن الجيم كثيرا ما تبدل من القاف والكاف مما يؤيد مذهب أهل مصر ، فمن إبدالها من القاف قولهم : قفّ العشب وجفّ والمقذاف والمجذاف ، وقلمه وجلمه ، والقشم والجشم ، وشق وشج ، والقرقس والجرجس ، وقصّ وجزّ ، وتلقف الحوض وتلجف ، والشرق والشرج ، ونظائر ذلك كثيرة. ومن إبدالها من الكاف قولهم كد وجد ، وكهد وجهد ، وأكن وأجن ، وكرع وجرع ، وكلبة الزمان وجلبته ، والمكالحة والمجالحة ، وعكر به وعجر ، والركس والرجس ، وما أشبه ذلك.
فعلى هذا يكون استعمال أهل مصر له صحيحا ويؤيده ما ورد في المزهر في النوع الرابع عشر قال : المهمل على ضربين ضرب لا يجوز ائتلاف حروفه في كلام العرب البتّة ، وذلك كجيم تؤلّف مع كاف ، أو تقديم كاف على جيم ، وكعين مع غين أو حاء مع هاء.
وأيضا فإنهم يعرّبون مرّة بالجيم وأخرى بالقاف ، مثال الأول : الديزج والنبريج ، ومثال الثاني : الرستاق والفرزدق. وربّما أبدلت من الحرفين معا كقولهم سهجة وسهكه وسحقه. والذي يظهر لي أن ذلك لغة لبعض العرب ، غير أن أهل الصعيد والمغاربة وأهل الحجاز ينطقون بها كأهل الشام.
عودة إلى نطقهم الحروف
ثم إن أهل غودش ينطقون بالأحرف الحلقية على حقّها إلا أنّهم يكسرون ما قبل الواو الساكن فيقولون : مكسور ومفتوح ، ويضمون ما قبل الألف نحو قاعد ، وهلم جرا. ويقولون منكم وعليكم بكسر الكاف ، وهي لغة ربيعة ، وقوم من كلب كما في