إن كان ذا البدء مينا |
|
فكل ذا النحو مين |
ويقال : إن جميع اللغات القديمة والحديثة تبدأ بالألف إلا الحبشية فإنه فيها الحرف السابع عشر ، والظاهر من ترتيب حروف المعجم في العربية والسريانية والعبرانية أنّها أي العربية لا ارتباط بينها وبينهما.
لفظهم للحروف
أهل مالطة يلفظون الغين أينما وقعت عينا ، والخاء حاء ، والفلاحون منهم يلفظون القاف همزة ، ويشمّون الألف في نحو قال وباع الضمة ، وهو غريب فإن الضم أيضا عند الهمج من أهل الشام ، وينطقون بالضاد دالا وبالطاء تاء ، ولا يلفظون العين إذا كانت متطرفة أصلا فيقولون تلا أي طلع وسما أي سمع ، ويقال : إنّهم كانوا في القديم يلفظون الثاء على حقّها. وممّا يضحك منه أن الفلاحين إذا خدموا أهل فالتة غيّروا لهجتهم فلفظوا الغين عينا ، والخاء حاء توهّم أن لغة هولاء هي الفصحى.
وأهل غودش يميلون الألف في نحو فيها ومنها ، والجميع ينطقون بالجيم نطق أهل الشام إلا في قولهم جدي فإنّهم يلفظونها كأهل مصر ، والظاهر أن حق لنطق به أن يكون قريبا من مخرج الشين كما في لغة أهل الشام.
استطراد في تنافر الحروف
ففي المزهر في الفائدة الخامسة من النوع التاسع ، وهو معرفة الفصيح ما نصّه : قال الشيخ بهاء الدين في عروس الأفراح قالوا التنافر يكون إمّا لتباعد الحروف جدّا أو لتقاربها ، فإنّها كالطفرة والمشي في القيد. نقله الخفاجي في سر الفصاحة عن الخليل بن أحمد وتعقبه بأن لنا ألفاظا حروفها متقاربة ولا تنافر فيها كلفظ الشجر والجيش والفم ، وقد يوجد البعد ولا تنافر كلفظ العلم والبعد ، ثم رأى الخفاجي أنّه لا تنافر في البعد وإن أفرط بل زاد فجعل تباعد الحروف شرطا للفصاحة.