وللنفس تارة تحل بها العرى |
|
وتسخو عن المال النفوس الشحائح |
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه |
|
أقل إذا انضمت عليه الصفائح |
لأية حال يمنع المرء ماله |
|
غدا فغدا ، والموت غاد ورائح |
وله :
كأن عيني إذا ولت حمولهم |
|
عنا جناحا حمام صادفت مطرا |
أو لؤلؤ سلس في عقد جارية |
|
خرقاء نازعها الولدان فانتثرا |
٩١ ـ ابراهيم بن علي بن محمد بن القاسم بن محمد بن فرحون بن محمد بن فرحون ، العلامة القاضي البرهاني ، أبو الوفاء ، ابن الإمام المحدث ، نور الدين بن أبي الحسن اليعمري ، المدني المالكي : هكذا ، قرأت نسبه بخطه ، وفي درر شيخنا : زيادة «محمد» ثان ـ قبل أبي القاسم ، وهو غلط ، ولم يكرر «محمد بن فرحون» فلعل صاحب الترجمة علمه ، وأبو القاسم يقال له أيضا : فرحون ، ولد بعد الثلاثين وسبعمائة بيسير بالمدينة النبوية ، ونشأ بها ، وسمع بها من الحافظ الجمال المطري ، والزبير بن علي الأسواني ، والمحدث أبي عبد الله الوادياشي ، وغيرهم ، وقرأ على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري الأندلسي «عجالة الراجز» في علم العربية من نظمه ، بعد كتابة نسخة منها بخطه ، حين كان بالمدينة ، وانتهى في سلخ شعبان سنة ست وخمسين وسبعمائة ، وكتب الإجازة عنه الشيخ رفيقه أبو جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرحيني ووصفه «الشيخ الفقيه الجليل النبيل الفاضل ، الكامل المجيد المفيد» وقال «إنه ممن استفاد فأفاد ، وبلغ من العلم المراد ، وإنها قراءة كشف فيها عن أسرارها ، واستخرج الدر من بحارها ، واجتنى الغض من أزهارها ، وعرف مطالع أقمارها ، واستملى عليها وقيد ، واتهم في اقتناص ما فيها وأنجد ، إلى أن كشفت له قناعها ، فصار ممن يخبر امتناعها ، ويحقق أوضاعها» ، وأذن له في حملها عنه حسبما ألقاها ، بل أجاز له جميع رواياته وما له من نظم ونثر ، وتفقه وبرع في مذهبه ، وجمع وصنف ، وحدث وسمع منه الفضلاء ، وممن أخذ عنه : شيخنا أبو الفتح المراغي ، قرأ عليه الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، والشفاء ، وسمع عليه غيرهما ، كتاريخ المدينة للجمال المطري ، وبعض إتحاف الزائر ، لابن عساكر ، سمع عليه المحب الطبري ، وولي قضاء المالكية بطيبة ، من ثلاث وتسعين وسبعمائة إلى أن مات وهو صاحب «الديباج المذهب ، في معرفة عيان علماء المذهب» المالكي بها في يوم عيد الأضحى سنة تسع وتسعين ، ودفن بالبقيع رحمهالله ، تداوله الناس ، وانتفعوا به كثيرا ، مع اقتصاره على قل مع كثر ، وقد رتبته ، وأفردت للمالكية كتابا مستقلا ، وذكره شيخنا في أنبائه ودرره ، وقال : إنه ألف أيضا كتابا نفيسا في الأحكام ، سماه «منضدة الحكام» ، قلت : وله أيضا «درر الغواص ، في أوهام الخواص» على الأبواب ، في