الحرمين ، ذكره ابن العديم في تاريخ حلب ، وغيره ، وتوفي سنة ست وأربعين وأربعمائة ، حدث عنه قاضي مكة أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي سعيد الكرخي.
٩٢٧ ـ الحسن بن علي بن اسماعيل بن ابراهيم ، العز أبو علي ، وأبو محمد بن أبي الحسن العراقي ، البغدادي المولد ، الواسطي المنشأ والمجتهد ، الشافعي نزيل الحرمين : ووصفه بعضهم بخطيب المدينة النبوية ، وسماه بعضهم : الحسن ـ بالتصغير ـ وهو غلط ، ولد سنة أربع ـ وقال البرزالي : ثلاث وخمسين ـ وستمائة بنهر عيسى من بغداد ، وسمع من الصفي محمد بن عبد الله المالحاني ، والكمال بن القويرة ، وقرأ على الجمال الحسن بن إياد النحوي ببغداد ، وقدم مصر في أيام الشيخ أحمد بن سليمان الرجبي شيخ الرواق المعروف تحت القلعة ، وأم به ، وسمع من الدمياطي ، وحدث ، سمع منه البرزالي وخرّج له جزءا من حديثه ، وقال في معجمه : شيخ صالح ، فقيه فاضل مبارك ، نشأ بواسط حيث حمل إليها بعد الواقعة ، وقرأ بها القرآن ، وتعلم العلم ، ودخل دمشق مجتازا إلى مصر ، في سنة إحدى وتسعين وستمائة ، وأقام بالقاهرة اثنتي عشرة سنة ، ولازم الدمياطي وسمع منه كثيرا ، ثم جاور بمكة ثلاث سنين يفتي ، وحج مرارا ، وهو مقيم بالمدينة النبوية إلى أن اجتمعت به اثنتي عشرة سنة ، ولما سافر الخطيب سراج الدين إلى الديار المصرية ، قام عنه بالخطابة والإمامة سنين ، وهو مشكور السيرة ، محبب إلى الناس ، وقال أيضا : كان شيخنا صالحا عابدا ، كثير التلاوة ، مليح الهيئة ، منور الوجه ، يزار ويقصد ، حكاه ابن رافع ، وأسند عن ابن اسحاق ابراهيم بن يونس ، البغدادي ، مما حكاه عن العز هذا : أنه نزل ذات ليلة من رباطه في سنة ثمان وسبعمائة ، ولم يدر الوقت وشك : هل أذن؟ ، فقال بعضهم : أذن الناس ، فقلت : بماذا أذن الناس؟ فقال : بالصلاة ، فقلت : يعوز هذا كلمة ، ويصير نصف بيت : فقلت :
أذن الناس بالصلاة ، وقالوا |
|
خير قول يدعو إلى التوحيد |
إن رب السماء له عظيم |
|
دائم بالبقاء والتأييد |
أرسل المصطفى إلى الخلق طرا |
|
ببيان الهدى وأمر رشيد |
فعليه الصلاة والروح والتسل |
|
يم من ربنا الحميد المجيد |
وعلى آله الكرام السجايا |
|
وعلى صحبه أولى التأييد |
قال ابن يونس : ولم يقل شعرا في عمره غير هذه الأبيات ، وفد كتبها عنه البرزالي في معجمه ، وكذا سمع بالقاهرة على ابن الظاهري ، والأبرقوهي ، وعلى الجمال بن النقيب بعض تفسيره الكبير ، وصحب الشمس الرفاعي وانتفع به ، ومات في شعبان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بالمدينة المنورة ، وممن أخذ عنه : العفيف المطري ، وأبو عبد الله بن مرزوق ، وأرخه في شيوخه المدنيين ، وأثنى عليه ، وأنه قرأ عليه الموطأ ، ولبس منه الخرقة ، قال :