وخمسين في ضعف موته ، ثم مات في ثالث صفر منها ، فكانت مدته خمسة عشر سنة إلا نحو شهر ، وكان ملكا عادلا ، دينا كثير الصلاة ، والصوم والعبادة ، عفيفا عن المنكرات ، متواضعا ، كثير المعروف ، لا تنحصر ترجمته ، وقد أفردت بالتأليف.
٧٨٨ ـ جلو خان بن جوبان النوين : ذكره شيخنا في درره ، وقال : قتل مع أبيه في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، وقال محمد بن يونس البعلي : إنه كان بالمدينة في يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الآخر ، أظنه من التي بعدها ، وإنه نودي بالصلاة على الغائبين : النجم البالسي بمصر ، والتقي أحمد بن عبد الحليم بن تميمة بدمشق ، وأحضر تابوت جوبان ، وتابوت ولده جلو خان ، صاحب الترجمة ، وكان قد جيء بتابوتهما إلى عرفة ، وطيف بهما حول الكعبة ، فوضعا في الروضة ، فصلى الخطيب على الأربعة جملة.
٧٨٩ ـ جماز بن شيخة بن هاشم بن قاسم ـ أبي فليتة ـ بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن قاسم بن عبد الله بن عامر بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عز الدين ، أبو سند الحسيني : أمير المدينة وليها بعد موت أخيه منيف ، وفي حياة أخيهما عيسى ، سنة سبع وخمسين وستمائة ، ثم انتزعها منه ابن أخيه مالك بن منيف ، في سنة ست وستين وستمائة ، فاستنجد عليه صاحب الترجمة بأمير مكة ، وبغيره من العربان ، وساروا إلى المدينة ، فلم يقدروا على إخراجه منها ، فلما أيسوا رحل صاحب مكة وغيره من العربان ، وبقي جماز مع جماعته ، فأرسل إليه ابن أخيه مالك المذكور ، يقول له ، معناه : أراك حريصا على إمرة المدينة ، وأنت عمي وصنو أبي ، وقد كنت لي معاضدا ومساعدا ، ويجب علينا أن نحترمك ونرعى لك حقوقك ، وقد استخرت الله تعالى ، ونزلت لك عن الإمرة طوعا لا كرها ، فسرّ بذلك ، وحمد الله على حقن الدماء ، وبلوغ مقصده ، واستقل بها من يومئذ ، وذلك في رمضان من سنة سبعمائة ، فلم تخرج عنه إلى أن مات في صفر سنة أربع وسبعمائة ، واستقرت بيد ذريته إلى الآن ، وله بنون كثيرون ، فممن تأمر منهم : منصور وودي دون ثابت ، وحنيس ، وراجح ، وسند ، وقاسم ومبارك ، ومسعود ، ومقبل ، فلم يلوا ، فلثابت سعد ، ولسند مغامس ، وسند باسمه ، ولقاسم جوشن ، وأبو فليتة منيف ، وقاسم باسمه ، ولمقبل ماجد ، ومبارك ، وحسن ، ومحمد ، وعساف ، ثم إنه لعساف عكاظ ، وذكروا للفائدة ، كما في شيخه ، قال ابن فرحون : وكان ذا رأي مصيب ، وكرم عظيم على إخوته وبينهم ، يوافيهم بالعطاء الجزيل ، حتى استمال قلوبهم ، وقوي أمره بينهم ، وعضده أولاده ، وكان إخوته ثمانية ، منهم : منيف ، وعيسى ، ومحمد ـ جد الفواطم ـ وأبو رديني ـ جد الردينية ـ وأولاده أحد عشر ، واستمر في الولاية مستقلا بها بدون منازع من يوم سلمها له ابن أخيه مالك إلى سنة سبعمائة فخلع