بأمير جيوش الحاج
، والحرمين ، نور الدين : اشتراه الناصر لدين الله أبو العباس ، أحمد الخليفة
العباسي ـ وهو ابن خمس عشرة سنة ـ بخمسة آلاف دينار ، لكونه كان بديع الجمال ،
بحيث لم يكن بالعراق أجمل منه ، فقربه وأدناه ولم يكن يفارقه ، فلما ترعرع ولاه
الحرمين ، وأمره الحاج ، فحج بالناس سنة سبع وستمائة ، فقتل بعد انقضاء أيام منى
في سادس عشر ذي الحجة منها ، ودفن بالمعلاة ، ذكره صاحب المرآة ، وذكر أن قتله كان
من أصحاب حسن بن قتادة ، مع كونه وصل بتقليده وخلعه ، ولكنه ظن : أنه مال مع أخيه
راجع بن قتادة ، وحملت رأسه إلى حسن ، ونصبت بالمسعى على دار العباس ، ثم دفنت مع
بقية جسده بالمعلاة ، زاد غيره : وأنه عظم الأمر على الناصر لدين الله العباسي ،
وحزن على مولاه حزنا عظيما ، وكان حسن السيرة مع الحاج في الطريق ، كثير الحماية
لهم ، ذكره الفاسي بأطول.
٥٢٥
ـ إقبال الجمال البكتمري الساقي : أحد خدام الحرم النبوي ، سمع بالروضة سنة ثلاث وخمسين
وسبعمائة على العفيف المطري مسند الإمام الشافعي رحمهالله.
٥٢٦
ـ إقبال ـ مولى الحريري ـ : من قدماء الفراشين ، أسن وأكثر ، وهو على طريقة حسنة من
السكون والاشتغال بنفسه ، قال ابن فرحون ، وأثنى عليه ابن صالح أيضا ، وقال : إنه
عمر في خدمة الحرم ، وأرخ أبو حامد المطري وفاته في يوم الخميس ثاني عشر ربيع
الآخر سنة خمس وستين وسبعمائة ، وصلي عليه بعد صلاة العصر ، ودفن بالبقيع عن مائة
سنة فأكثر ، وصفه بالشيخ الصالح المعمر ، لعله ولي المشيخة للحرم النبوي عن ياقوت
بن عبد الله الخزندار ، ثم عزل به.
٥٢٧
ـ الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان ، التميمي المجاشعي الدارمي : وفد على النبي صلىاللهعليهوسلم ، وشهد فتح مكة ، وحنينا ، والطائف ، وهو من المؤلفة ، وقد
حسن إسلامه ، وأبصر النبي صلىاللهعليهوسلم يقبل الحسن ، فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم
أحدا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم «من لا يرحم لا
يرحم» ، ولما قدم وفد بني العنبر ، كلم النبي صلىاللهعليهوسلم في السبي ـ وكان بالمدينة قبل قدومه ـ فنازعه عيينة بن حصن
، بحيث قال الفرزدق يفخر بعمه الأقرع :
وعند رسول الله
قام ابن حابس
|
|
بخطه أسوار إلى
المجد حازم
|
له أطلق الأسرى
التي في قيودها
|
|
مغللة أعناقها
في الشكايم
|
وشهد عدة فتوحات ،
بل استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان ، فأصيب بالجوزجان ، هو
والجيش ، وذلك في زمن عثمان ، ورأيت بخط الرضي الشاطبي : أنه