بمصر في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعمائة طلبه الناصر لقضاء القاهرة ، فعاد لها بحرا في السنة ببدئها ـ وولي قضاءها مدة أربع عشرة سنة ، لم يعزل فيها إلا نحو الشهرين بالقاضي بهاء الدين بن قدامة ، وصار عين الحنابلة ، وإليه مرجعهم ، ثم مات شهيدا بالطاعون في يوم الأربعاء سابع صفر سنة تسع عشرة وتسعمائة ، وصلي عليه في الأزهر ، رحمهالله.
٢٢٥ ـ أحمد بن علي بن عقيل بن راجح بن مهنا ، العلامة ، السيد علم الدين العقيلي : الششتري المدني ، سمع السراج عمر القزويني ، وحدث عنه بكازرون ، في سنة خمس وستين وسبعمائة ، ذكره ابن الجزري في مشيخة الجنيد البلياني ، وقال : كان من العلماء الأخيار ، قلت : هكذا ذكره شيخنا في درره ، لكنه اقتصر من نسبه على الششتري ولم يصفه بالسيد العلامة ، والواصف له بهما ، وبالمدني الشرف الجرهي ، وهو ممن أخذ عنه.
٢٢٦ ـ أحمد بن علي بن عمر بن أبي بكر بن سالم : ـ الشهاب ـ الحميري الشوابطي اليمني ، ثم المالكي الشافعي ، ولد في رمضان سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بشوابط ـ بمعجمة ثم مهملة ـ بلد بقرب تعز ، ونشأ بها ، فحفظ القرآن ، ثم قدم إلى تعز بعد التسعين ، فحفظ بها الشاطبية ، وأخذ القراءات عن عبد الرحمن بن هبة الله الملحاني وغيره ، وانتقل منها إلى مكة في سنة ثلاث وثمانمائة ، فقطنها ، وسافر منها إلى الزيارة النبوية في سنة خمس وسبع وثمان واثنتي عشرة ، وسمع بها على أبي حامد المطري ، بقراءة ابنه المحب مجالس من الشفاء ، وعلى رقية ابنة ابن مزروع الرسالة للقشيري ، والضعفاء للنسائي ، وعدة أجزاء ، وعلى القاضي الزين عبد الرحمن بن علي الزرندي ، الأول من مسلسلات العلائي ، وعلى الزين أبي بكر المراغي صحيح مسلم ، وسنن أبي داود ، والدارقطني ، وغيرها من الأجزاء ، وتكررت قراءته عليه ، لأربعين النووي ، وبحث بها على الجمال الكازروني إلى الرهن من التنبيه ، وكذا تردد إلى اليمن مرارا ، وأخذ بحراز منه القراءات عن محمد بن يحيى الشارفي شيخ شيخه الملحاني الماضي ، وكذا أخذها بمكة عن ابن سلامة ، وابن الجزري ، وتفقه أيضا بمكة بالشمس العراقي ، وسمع بها على ابن صديق ، والجمال بن ظهيرة ، والزين الطبري ، والشريف عبد الرحمن الفاسي ، والولي العراقي وغيرهم ، وتميز ، وأذن له بالإفتاء والتدريس ، ووصفه شيخنا بالشيخ القدوة ، الفاضل الأوحد الفقيه ، وكتب بخطه الكثير لنفسه وغيره ، وأقرأ الأطفال مدة ، وقطن المسجد الحرام يقرىء ويدرس ، ويفيد ، فعم الانتفاع به ، وممن تلا عليه لأبي عمر شيخنا الأمين الأقصرائي في بعض مجاوراته ، وباشر مشيخة الباسطية هناك ، مدة ، وحدث ، وسمع منه الفضلاء ، وحملت عنه الكثير ، وكان إماما فاضلا مفتيا خيرا دينا ، ساكنا متواضعا ، ذا سمت حسن ، ونسمة لطيفة الجرم ، وانجماع ، وملازمة للعبادة والإقراء والطواف ، محببا إلى الناس قاطبة ، مبارك الإقراء ، مات في ذي القعدة سنة