العكس :
(ومنه) أى : ومن المعنوى (العكس) والتبديل (وهو أن يقدم جزء من الكلام على جزء) آخر (ثم يؤخر) ذلك المقدم على الجزء المؤخر أولا ، والعبارة الصريحة ما ذكره بعضهم ؛ وهو أن تقدم فى الكلام جزءا ثم تعكس فتقدم ما أخرت ، وتؤخر ما قدمت ، وظاهر عبارة المصنف ...
______________________________________________________
من قتل إشفاقا على قطيعة الرحم أى : إنهم مع كونهم أقارب تحاربوا وتقاتلوا ، فزاوج بين الاحتراب وتذكر القربى الواقعين فى الشرط والجزاء فى ترتب فيضان شىء عليهما ، وأن المترتب على الشرط فيضان الدماء والمترتب على الجزاء فيضان الدموع.
[العكس] :
(قوله : والتبديل) عطف تفسير وإنما كان العكس من المحسنات المعنوية ؛ لأن فيه عكس المعنى وتبديله أولا ، ثم يتبعه وقوع التبديل فى اللفظ بخلاف رد العجز على الصدر فإنه إيراد اللفظين أحدهما فى أول الكلام والثانى فى آخره كما فى قوله تعالى : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ)(١) فلذا كان من المحسنات اللفظية ـ كذا ذكر عبد الحكيم.
وحاصله أن الحسن فى العكس باعتبار أنه يجعل المعنى الواحد تارة مستحقا لتقديم لفظه ، وتارة مستحقا لتأخيره ، بخلاف رد العجز على الصدر فإن الحسن فيه باعتبار جعل اللفظ صدرا وعجزا من غير تصرف فى معناه بالتقديم والتأخير (قوله : أن يقدم جزء من الكلام) أراد بالجزء الكلمة دون الحروف فيخرج القلب الآتى نحو :
مودّته تدوم لكلّ هول |
|
وهل كلّ مودّته تدوم (٢) |
لأن فيه تقديم حروف ثم عكسها ـ ا. ه أطول.
(قوله : والعبارة الصريحة ما ذكره بعضهم) أى : بخلاف عبارة المصنف ، فإنها محتملة لغير المراد ؛ لأن قوله : ثم يؤخر ذلك المقدم محتمل ؛ لأن يكون المراد ، ثم يؤخر ذلك المقدم على ذلك الجزء المؤخر ، ويحتمل ثم يؤخر ذلك المقدم على غير الجزء المؤخر ،
__________________
(١) الأحزاب : ٣٧.
(٢) فى الإيضاح ص ٣٤٤ وهو للقاضى الأرجاني.