صادق على نحو : عادات السادات أشرف العادات وليس من العكس.
(ويقع) العكس (على وجوه ، منها : ...
______________________________________________________
ويحتمل أن المراد ثم يؤخر ذلك المقدم على الجزء الذى كان مؤخرا أو على غيره ، فلذا قال الشارح : وظاهر عبارة المصنف صادق إلخ أى : ظاهرها بدون التأويل الذى قاله الشارح : وإلا فبالتأويل الذى قاله الشارح يخرج ذلك (قوله : صادق على نحو إلخ) أى : لأنه قد قدم جزء من الكلام وهو عادات على جزء آخر وهو السادات ، ثم أخر ذلك المقدم ؛ لأن ظاهره يؤخر ذلك المقدم سواء أخر على الجزء الذى كان مؤخرا أولا أو على غيره وصادق أيضا على قوله تعالى : وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه لأنه قدم جزء من الكلام وهو تخشى على جزء آخر وهو الناس ، ثم أخر الأول وهو تخشى وصادق على قول الشاعر :
سريع إلى ابن العمّ يلطم وجهه |
|
وليس إلى داعى النّدى بسريع (١) |
(قوله : وليس من العكس) بل هو من رد العجز إلى الصدر ، والحاصل أنك إذا قدمت جزءا من الكلام على جزء آخر ثم عكست فقدمت ما أخرت وأخرت ما قدمت كان هذا عكسا وتبديلا ، وهو يستلزم تكرار الجزأين الواقع فيهما العكس بالتقديم والتأخير ، وإن قدمت جزءا من الكلام على جزء آخر ثم أخرت المقدم على غير المؤخر كان هذا من رد العجز إلى الصدر ، وهو لا يقتضى تكرار الجزأين معا. (قوله : ويقع العكس على وجوه) أى : يجىء من مجىء العام فى الخاص ، أى : يتحقق فى تلك الوجوه.
(قوله : أن يقع بين أحد طرفى جملة وما أضيف إليه ذلك الطرف) وذلك بأن تعمد إلى المبتدأ مثلا وهو أحد طرفى الجملة الخبرية ، إذا كان ذلك المبتدأ مضافا لشىء ، فتجعله مضافا إليه وتجعل المضاف إليه أولا هو المضاف ، على أن ذلك المضاف هو الطرف الآخر الذى هو الخبر ، فيصدق أنه وقه العكس فى أحد طرفى الجملة باعتبار
__________________
(١) للمغيرة بن عبد الله المعروف بالأقيش الأسدي ، فى لطائف التبيان ٤٥ ، والمفتاح ص ٩٤ ، ودلائل الإعجاز ١٥٠ ، والإشارات ص ٣٤.