(أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها) يعنى أنه أيضا مذموم وسرقة محضة كما يقال فى قول الحطيئة :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها |
|
واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي (١) |
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها |
|
واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس (٢) |
وكما قال امرؤ القيس :
وقوفا بها صحبى على مطيّهم |
|
يقولون لا تهلك أسى وتجمّل (٣) |
______________________________________________________
أى : ومن قبيله فى كونه مذموما وسرقة محضة أن يبدل إلخ ؛ لأن المرادف ينزل منزلة رديفه فلازم أحدهما من القبح لازم للآخر ، قال فى الأطول : وحمل ذمه إذا لم يفد التبديل للكلام حسن سجع أو موازنة أو زيادة فصاحة أو سلامة للشعر ، فإن أفاد ذلك ترجح على الأصل وزاد عليه قبولا (قوله : أن يبدل بالكلمات كلها) أى : كما فى بيت الحطيئة فإنه بدلت كلماته كلها (وقوله : أو بعضها) أى : كما فى بيت امرئ القيس ، فإنه قد بدلت بعض كلماته (قوله : دع المكارم) البيت مقول قول الحطيئة (وقوله : ذر المآثر إلخ) مقول ليقال ، (وقوله : دع المكارم) أى : دع طلبها ، والمكارم : جمع مكرمة بمعنى الكرامة ، والبغية : بكسر الباء وضمها كما ذكره فى المختار بمعنى الحاجة والطلب ، (وقوله : الطاعم الكاسى) أى : الآكل المكسو والمعنى لست أهلا للمكارم والمعالى فدعها لغيرك واقنع بالمعيشة ، وهى مطلق الأكل والستر باللباس ، فإنك تناله بلا طلب يشق كطلب المعالى (قوله : لمطلبها) أى : لطلبها فقد بدل كل لفظ من البيت الأول بمرادفه ، فذر : مرادف لدع ، والمآثر : مرادف للمكارم ولا تذهب مرادف لقوله لا ترحل ، وقوله لمطلبها : مرادف لبغيتها ، واجلس : مرادف لاقعد ، والآكل : مرادف للطاعم ، واللابس : مرادف للكاسى ، وأما قوله : فإنك أنت فمذكور فى البيتين باللفظ ، وإنما كان هذا من إبدال الكل ؛ لأن فإنك من الأمور العامة فالمراد ما عداه (قوله : وقوفا) جمع واقف كشاهد
__________________
(١) البيت للحطيئة ، وانظر ديوانه ص ١٠٨ ، وعلم البديع وفن الفصاحة للطيبى ٢ / ٤٧٨ بتحقيقي.
(٢) لم يعرف قائله.
(٣) البيت لامرئ القيس فى معلقته ، وانظر ديوانه ص ١١١.