فأورده طرفة فى داليته إلا أنه أقام تجلد مقام تجمل.
______________________________________________________
وشهود من الوقف بمعنى الحبس لا من الوقوف بمعنى اللبث ؛ لأنه لازم والمذكور فى البيت متعد ، مفعوله : مطيهم ، وصحبى : فاعله ، وانتصابه على الحال من فاعل نبك ، وعلى بمعنى : لأجل أى : قفا نبك فى حال وقوف أصحابى مراكبهم لأجلى قائلين لا تهلك أسى أى : من فرط الحزن وشدة الجزع وتجمل أى : اصبر صبرا جميلا أى : وادفع عنك الأسى بالتجمل أى : الصبر الجميل (قوله : لا تهلك) هو بكسر اللام ، وماضيه هلك بفتحها ، قال تعالى : (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ)(١) (قوله : فأورده طرفة) هو بفتح الطاء والراء المهملتين (قوله : إلا أنه أقام تجلد مقام تجمل) فقد أبدل بعض الكلمات بما يرادفه ، ونظير هذا قول العباس بن عبد المطلب :
وما النّاس بالنّاس الذين عهدتهم |
|
ولا الدار بالدار التى كنت تعلم (٢) |
فقد أورده الفرزدق فى شعره إلا أنه أبدل تعلم بتعرف.
(تنبيه) يجرى مجرى تبديل الكل ، أو البعض المرادف فى القبح تبديل الكل ، أو البعض بالضد مع رعاية النظم والترتيب وذلك لقرب تناول الضد كما لو قيل فى قول حسان بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ فى مدح آل البيت :
بيض الوجوه كريمة أحسابهم |
|
شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل |
سود الوجوه لئيمة أحسابهم |
|
فطس الأنوف من الطّراز الآخر (٣) |
وشم بضم الشين جمع : أشم من الشمم وهو : ارتفاع قصبة الأنف مع استواء فى أعلاه وهو صفة مدح عند العرب ، والطراز العلم ، والمراد هنا المجد أى : أنهم من النمط الأول فى المجد والشرف.
__________________
(١) الأنفال : ٤٢.
(٢) للعباس بن عبد المطلب فى شرح المرشدى على عقود الجمان ٢ / ١٧٨ ، وفى الإيضاح ص ٣٥٠.
(٣) شرح المرشدى على عقود الجمان لحسان بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ.