(وقوله : ضرائب) جمع ضريبة وهى الطبيعة التى ضربت للرجل وطبع عليها (أبدعتها فى السماح ، فلسنا نرى لك فيها ضريبا) أى مثلا وأصله المثل في ضرب القداح
______________________________________________________
أى : وقول القاضى الأرجانى نسبة لأرجان بلدة من بلاد فارس ، والبيت من السريع ، وعروضه مطوية مكسوفة ، وضربه موقوف (وقوله : أملتهم) أى : رجوت منهم المعروف والخير (وقوله : ثم تأملتهم) أى : ثم تأملت فيهم وتفكرت فى أحوالهم هل هى أحوال من يرجى خيره أم لا؟ (وقوله : فلاح لى) أى : فظهر لى بعد التأمل فى أحوالهم أنه ليس فيهم فلاح أى : فوز وبقاء على الخير ، وقد أفاد ب ثم أنه كان على الخطأ مدة مديدة لعدم التأمل ، وباستعمال الفاء أنه ظهر له عدم فلاحهم بأدنى تأمل ، ومحل الشاهد قوله فلاح : الواقع فى صدر المصراع الثانى ، وفلاح الثانى الواقع فى عجز البيت فإنهما متجانسان ؛ لأن الأول بمعنى ظهر ، والثانى بمعنى الفوز والإقامة على الخير (قوله : وقوله : (١) ضرائب إلخ) أى : وقول الشاعر وهو البحترى ، وهذا شروع فى أمثلة اللفظين الملحقين المتجانسين من جهة الاشتقاق وهى أربعة كما مر ، والبيت المذكور من بحر المتقارب فوزنه فعول ثمان مرات (قوله : التى ضربت للرجل) أى : أوجدت فيه وطبع عليها ، (وقوله : وهى الطبيعة) أى السجية (قوله : أبدعتها) أى : أنشأتها فى العالم من غير أن يتقدم لأحد من الناس عليك منشأ فيها (وقوله : فى السماح) أى : الكرم إن قلت : كونها طبائع وكونه أبدعها وأحدثها متنافيان ، إذ لا معنى لإحداث الطبائع ، قلت : المراد أنك أنشأت آثارها الدالة على أنك طبعت عليها من الإعطاء الأفخم والبذل لكل نفيس أعظم بدليل قوله فى السماح (قوله : أى مثلا) أى : بل تلك الضرائب اختصصت بها وعلم من كلامه أنه فرق بين الضريبة والضريب فالضريبة عبارة عن الطبيعة التى طبع الشخص عليها والضريب المثل (قوله : وأصله) أى : وأصل الضريب المثل فى ضرب القداح أى : أنه فى الأصل مثل مقيد ، ثم أريد به مطلق مثل (وقوله : فى ضرب القداح) فى بمعنى من ، وضرب بمعنى : خلط ، والقداح : السهام جمع قدح ـ بكسر القاف وسكون الدال ـ وهو سهم
__________________
(١) هو للبحترى فى الإشارات للجرجانى ص ٢٩٧ وبلا نسبة فى الطراز ٢ / ٣٩٣.