وهذا فيما يكون الملحق الآخر بالمتجانسين اشتقاقا فى صدر المصراع الأول (وقوله :
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه |
|
فليس على شىء سواه بخزّان) (١) |
أى إذا لم يحفظ المرء لسانه على نفسه مما يعود ضرره إليه فلا يحفظه على غيره ....
______________________________________________________
القمار وإضافة ضرب من إضافة الصفة للموصوف أى : المثل من القداح المضروبة أى : المخلوطة فكل واحد منها يقال له ضريب ؛ لأنه يضرب به فى جملتها وهو مثلها فى عدم التعيين فى المضاربة (قوله : وهذا فيما يكون الملحق الآخر بالمتجانسين اشتقاقا) أى : من جهة الاشتقاق يعنى أن هذا مثال للفظين المتقابلين الملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق ، وقد وقع أحدهما فى عجز البيت والثانى المقابل له فى صدر المصراع الأول ، ووجه كونهما ملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق أن ضرائب وضريبا يرجعان لأصل واحد وهو الضرب ، إن قلت : إن الضرائب والضريب من قبيل المتجانسين لاختلاف معناهما كما مر ، إذ لو كانا ملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق لا يجد معناهما ، أجاب العلامة ابن يعقوب بأن اختلافهما فى الماصدق لا ينافى أنهما متحدان فى مفهوم المشتق منه الذى هو المعتبر فى المشتقات ، فجنس الضرب متحد فيهما وإن كان فى الضرائب بمعنى الإلزام بعد الإيجاد الذى قد يحدث عادة عن الضرب كضرب الطابع على الدرهم ، وفى الثانى وهو الضريب بمعنى التحريك الذى هو هنا أخص من مطلق التحريك الصادق على الضرب (قوله : وقوله : إذا المرء إلخ) أى : وقول الشاعر وهو امرؤ القيس ، وهذا البيت من قصيدته مطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان |
|
وربع عفت آياته منذ أزمان (٢) |
(وقوله : لم يخزن) بالخاء والزاء المعجمتين بضم الزاء وكسرها فهو من باب نصر وفرح (قوله : فلا يحفظه على غيره) أى : فلا يوثق به فى أموره ؛ لأنه لا يحفظه بالنسبة
__________________
(١) لامرئ القيس فى ديوانه ص ٩٠.
(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٦٣ ، ط دارالكتب العلمية.