الحزامى ، وعمى مصعب بن عبد الله ، ومحمد بن الحسن ، قالوا : كان ابن الزبير فى الحصار الآخر ، حصار الحجاج ، يشدّ على أهل الشام فيكشفهم ، ثم يرجع إذا انكشفوا ، وهو يقول (٨) :
يا له فتى لو كان له رجال |
|
لو كان له مصعب ومصعب والمختار |
٢٤٦٨ ـ مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى بن كلاب القرشى العبدرى ، يكنى أبا عبد الله :
ذكره الزبير بن بكار ، فقال : مصعب الخير. وذكر نسبه إلى عبد الدار ، ثم قال : هو المقرئ ، بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الأنصار ، يقرئهم القرآن بالمدينة ، قبل قدوم رسول اللهصلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، فأسلم على يده خلق كثير ، وشهد بدرا ، وكان معه اللواء ، حتى قتل يوم أحد.
كان من السابقين إلى الإسلام ، أسلم والنبى صلىاللهعليهوسلم فى دار الأرقم ، وكتم إسلامه خوفا من أبيه وقومه ، كان يختلف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرا ، فبصر به عثمان بن طلحة العبدرى ، ورآه يصلّى ، فأخبر به قومه وأمه ، فأخذوه وحبسوه ، فلم يزل محبوسا إلى أن خرج إلى أرض الحبشة مهاجرا ، فى أول من هاجر إليها ، ثم بعثه النبى صلىاللهعليهوسلم بعد عوده من الحبشة إلى المدينة ، ليقرئ من أسلم من أهلها القرآن ويفقههم فى الدين ، وكان بعثه إلى المدينة بعد العقبة الثانية ، وقبل أن يهاجر النبى صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، ثم شهد بدرا مع النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولم يشهدها من بنى عبد الدار مسلم سواه ، وسوى سويبط بن سعد بن حرملة السابق ذكره. ثم شهد أحدا واستشهد بها ، قتله ابن قمئة الليثى ، فيما قال ابن إسحاق.
قال ابن عبد البر : ولم يختلف أهل السّير ، أن راية رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر ويوم أحد ، كانت بيد مصعب بن عمير ، فلما قتل يوم أحد ، أخذها على بن أبى طالب. قال : وكان من جلّة الصحابة وفضلائهم ، وكان يدعى القارئ والمقرئ ، ويقال : إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة. قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا من المهاجرين المدينة : مصعب بن عمير ، أخو بنى عبد الدار. انتهى.
قال النووى : وأسلم على يده سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وكفى بذلك فضلا
__________________
(٨) لا يوجد وزن شعرى أو معنى مستقيم لهذا البيت.
٢٤٦٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٨٢ ، الإصابة ترجمة ٨٠٢٠ ، أسد الغابة ترجمة ٤٩٣٦).