سمع منه جماعة من الأئمة. منهم : نجم الدين بن عبد الحميد ، ومات قبله. وأبو عبد الله بن رشيد خطيب سبتة (١) ، وذكره فى رحلته. وذكر أنه لقيه بمنزله من الحرم الشريف ، وسمع منه المسلسل بالأولية ، قال : وتذاكرت مع رضى الدين فى مسائل فقهية وأصلية. وكان شديد العارضة ، حديد النظر ، متعرضا لإيراد الشبه.
وقد كانت جرت بينه وبين الشيخ الصالح الفقيه أبى محمد المرجانى ، قبل قدومى ، مذاكرة ، كان عنها بعض تغير ، إذا كان أبوه بعيدا عن طرق المناظرة.
كان فى رضى الدين فضل حد وفى المناظرة ، ثم قال : ورضى الدين هذا ، هو أحد العلماء العاملين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
وله فى ذلك مع أمير مكة أبى نمى محمد بن أبى سعد ، حكايات ونوادر تحكى وتذكر ، وقد انتهى الأمر به ـ فيما بلغنى ـ إلى أن سجنه ، فرأى أبو نمى فيما يرى النائم كأن الكعبة ـ شرفها الله تعالى ـ تطوف بالمحل الذى سجن فيه رضى الدين بن خليل ، فوجه إليه وأطلقه واعتذر إليه. ورضى الدين هذا ، هو الذى تدور عليه الفتيا أيام الموسم. انتهى.
وممن سمع عليه أيضا. الشيخان : علاء الدين العطار ، وعلم الدين البرزالى ، وذكره فى معجمه ، فقال : كان شيخا جليل القدر ، عالما متدينا ، له معرفة بالفقه على مذهب الشافعى ، وعليه مدار القتوى بمكة معتمدا فيها ؛ وإن كان الشيخ محب الدين الطبرى شيخ الجماعة قوالا بالحق ، آمرا بالمعروف ، ناه عن المنكر ، له فى القلوب الجلالة ، ويتوسل به فى الحوائج ، ناسكا صالحا ، دائم الصيام والطواف ، قاضيا لحوائج الناس ، من قصده مشى معه متواضعا. وكان يعرف «التنبيه» مسألة مسألة ، ويحفظ «المفصل» ، ويعرف طرفا من العربية. انتهى.
وذكره الذهبى فى تاريخ الإسلام ، وقال : كان فقيها عالما ، مفتيا ، ذا فضل ومعارف وعبادة وصلاح ، وحسن أخلاق.
وقد سمع منه ابن العطار ، والبرزالى ، وجماعة. وأجاز لى مروياته وترجمه : شيخ الحرم.
__________________
٢١٤ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ٢ / ٤٩٢).
(١) سبتة : بلفظ الفعلة الواحدة من الإسبات ، أعنى التزام اليهود بفريضة السبت المشهور ، بفتح أوّله. وضبطه الحازمى بكسر أوّله : وهى بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر ، وهى على برّ البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق الذى هو أقرب ما بين البّر والجزيرة. معجم البلدان (سبته).