لهب مكسورة اللام : قبيلة من قبائل الأزد تعرف بها العيافة والزجر.
عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنّ عمر أذن لأزواج النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يحججن فى آخر حجّة حجها ، قالت : «فلما ارتحل من الحصبة أقبل رجل متلثم ، فقال ، وأنا أسمع : «أين كان منزل أمير المؤمنين؟» ، فقال قائل وأنا أسمع : «هذا كان منزله» ، فأناخ فى منزل عمر ، ثم رفع عقيرته يتغنى :
عليك سلام من أمير وباركت |
|
يد الله فى ذاك الأديم الممزّق |
فمن يجر أو يركب جناحى نعامة |
|
ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق |
قضيت أمورا ثمّ غادرت بعدها |
|
بوائق فى أكمامها لم تفتّق |
قالت عائشة : فقلت لبعض أهلى : «اعلموا لى من هذا الرجل» فذهبوا فلم يجدوا فى مناخه أحدا ؛ قالت عائشة : «فو الله إنى لأحسبه من الجن».
فلما قتل عمر ـ رضى الله عنه ـ نحل الناس هذه الأبيات للشماخ بن ضرار (١) ، أو لأخيه مزرد (٢). هكذا روى هذا الخبر الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ النمرى ، وذكر محمد بن عمر الواقدى (٣) فى «كتاب الفتوح» هذه الأبيات بزيادة فى عدتها.
وقال أبو عثمان النهدى : «رأيت عمر يرمى الجمرة وعليه إزار مرقوع بقطعة جراب» ؛ وقال علىّ بن أبى طالب : «رأيت عمر يطوف بالكعبة وعليه إزار فيه إحدى وعشرون رقعة فيها من أدم». (٤)
وعن سعيد بن المسيّب (٥) قال : «حجّ عمر ، فلما كان بضجنان قال : «لا إله إلا الله العظيم المعطى من شاء ما شاء ، كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادى فى مدرعة
__________________
(١) انظر : (الإصابة الترجمة ٣٩١٣ ، الأغانى ٨ / ٩٧ ، خزانة الأدب ١ / ٥٢٦ ، المحبر ٣٨١ ، الجمحى ٣٢ ، ١٠٣ ، ١١٠ ، الكامل ٢ / ٨٢ ، رغبة الآمل ٢ / ٩٤ ، ١٦٢ ، التبريزى ٣ ، ٦٥ ، ٤ / ١٣٣ ، الأعلام ٣ / ١٧٥).
(٢) انظر : (الآمدى ١٩٠ ، المزربانى ٤٢٦ ، رغبة الآمل ٨ / ٢٢٥ ، الجمحى ١١١ ، الإصابة ٧٩٢١ ، خزانة البغدادى ٢ / ١١٧ ، أسد الغابة ٤ / ٣٥١ ، الشعر والشعراء ٢٧٤ ، الأعلام ٧ / ٢١٢).
(٣) محمد بن عمر بن واقد الأسلمى ، الواقدى ، المدنى القاضى ، نزيل بغداد ، متروك مع سعة علمه ، من التاسعة ، مات سنة سبع ومائتين ، وله ثمانى وستون. انظر : تقريب التهذيب ٢ / ١١٧.
(٤) انظر : (الكامل ٣ / ٢٩).
(٥) انظر : (طبقات ابن سعد ٥ / ٨٨ ، الوفيات ١ / ٢٠٦ ، صفة الصفوة ٢ / ٤٤ ، حلية الأولياء ٢ / ١٦١ ، الأعلام ٣ / ١٠٢).