تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٧].
فلما كان يوم الثلاثاء ، الظهر ، نصف شعبان : حولت القبلة إلى الكعبة. وقيل يوم الاثنين بعد رجب. وفرض صيام رمضان. وزكاة الفطر قبل العيد بيومين.
وقال ابن سعد : قبل فرض زكاة الأموال. وقيل : إن الزكاة فرضت فيها. وقيل : قبل الهجرة.
[غزوة بدر الكبرى](١)
ثم غزا صلىاللهعليهوسلم بدر الكبرى : وتسمى : العظمى ، وتسمى : الثانية ، وتسمى : بدر القتال. يتلقى عيرا لقريش فيها أبو سفيان بن حرب ، يوم السبت لثنتى عشرة خلت من رمضان. ويقال : لثلاث خلون منه ومعه الأنصار. ولم يكن قبل ذلك خرجت معه وعدتهم ثلاثمائة وخمسين ، وثمانية لم يحضروها ، إنما ضرب بسهمهم وأجرهم فكانوا كمن حضرها.
ويقال : كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر. ويقال : وتسعة عشر. ويقال : وخمسة عشر. ويقال : وثمانية عشر. ويقال : وأربعة عشر. ويقال : وستة عشر. معهم ثلاثة أفراس.
وكان المشركون ألفا. ويقال : تسعمائة وخمسين رجلا ، معهم مائة فرس وسبعمائة بعير.
وكان قتالهم يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان. وقيل : يوم الاثنين. وقيل : لإحدى عشرة بقيت أو لتسع عشرة خلت. ويقال : لاثنتى عشرة خلت ويقال : لثلاث خلون منه.
واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا. ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
وقتل من المشركين سبعون ، وأسر سبعون ، وانهزم الباقون. وغنم صلىاللهعليهوسلم متاعهم.
__________________
(١) انظر : (تاريخ الطبرى ٢ / ٤٢١ ، سيرة ابن هشام ١ / ٦٠٦ ، طبقات ابن سعد ٢ / ٨ ، تاريخ الخميس ١ / ٣٦٨ ، إمتاع الأسماع ١ / ٧٢ ، المنتظم ٣ / ٩٦ ، البداية والنهاية ٣ / ٢٥٦ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ١٤ ، دلائل النبوة ٣ / ٢٥ ، الوفا ٦٩٨ ، السيرة النبوية الصحيحة ٣٥٤).