غزوة الحديبية (١)
ثم غزوة الحديبية على مقربة من مكة يوم الاثنين هلال ذى القعدة فى ألف وأربعمائة ويقال : خمسمائة وخمسة وعشرون رجلا. ويقال : ثلاثمائة. ويقال : ستمائة.
وبعث عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى مكة رسولا ليعرفهم أن النبىصلىاللهعليهوسلم لم يأت إلا للزيارة. فاحتبسته قريش عندها. فبلغ النبى صلىاللهعليهوسلم أن عثمان رضى الله عنه قد قتل. فدعا الناس إلى بيعة الرضوان تحت الشجرة على الموت ، وقيل : على أن لا يفروا. وجاء سهيل بن عمرو فوادع النبى صلىاللهعليهوسلم على صلح عشرة أعوام ، وأن لا يدخل البيت إلا العام القابل. ويقال: إنه كتب هذه الموادعة بيده.
وحلق النبى صلىاللهعليهوسلم هناك والناس ، فأرسل الله تعالى ريحا حملت شعورهم فألقتها فى الحرم. وأقام بالحديبية بضعة عشر يوما. وقيل : عشرون يوما ثم قفل. فلما كان بين مكة والمدينة نزلت سورة الفتح.
غزوة خيبر (٢)
ثم غزوة خيبر وبينها وبين المدينة ثمانية برد فى جمادى الأولى سنة سبع.
قال ابن إسحاق : وأقام بعد الحديبية ذا الحجة وبعض المحرم ، وخرج فى بقية منه إليها ، ولم يبق من السنة السادسة من الهجرة إلا شهر وأيام ، واستخلف نميلة بن عبد الله الليثى ، ومعه ألف وأربعمائة راجل ومائتا فارس ، وفرق الرايات ، ولم تكن الرايات إلا بها ، وإنما كانت الألوية.
وقاتل بها النبى صلىاللهعليهوسلم أشد القتال. وقتل من أصحابه عدة. وفتحها الله عليه حصنا حصينا. وقلع على رضى الله عنه باب خيبر. ولم يفعله سبعون رجلا إلا بعد جهد.
واستشهد من المسلمين خمسة عشر. وقتل من اليهود ثلاثة وتسعون.
وفى هذه الغزوة : سمّت النبى صلىاللهعليهوسلم زينب ابنة الحارث امرأة سلام بن مشكم. فقتلهاصلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) انظر : (المنتظم ٣ / ٢٦٧ ، مغازى الواقدى ٢ / ٥١٧ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١ / ٦٩ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٣٠٨ ، تاريخ الطبرى ٢ / ٦٢٠ ، الكامل فى التاريخ ٢ / ٨٦ ، الاكتفا ٢ / ٢٢٣ ، البداية والنهاية ٤ / ١٦٤ ، السيرة النبوية الصحيحة ٤٣٤ ـ ٤٥٣).
(٢) انظر : (المغازى للواقدى ٢ / ٦٣٣ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١ / ٧٧ ، تاريخ الطبرى ٣ / ٩ ، الكامل ٢ / ٩٩ ، البداية والنهاية ٤ / ١٨١ ، الاكتفا ٢ / ٢٥١ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٣٢٨ ، المنتظم ٣ / ٢٩٣ ـ ٢٩٧).