ابن المرتضى ، العلوى الحسنى» ـ هكذا نسبة الشيخ أبو العباس أحمد بن على الميورقى ، فيما وجدت بخطه وترجمه بوزير مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم.
فأما الأزرقى ، والفاكهى : فلم يعفيا إلا بما يلائم ما فى مقدمة هذا الكتاب من أخبار الكعبة ، والمسجد ، وشبه ذلك.
وأما زيد المذكور : فما عرفت : هل تاريخه تراجم ، أو حوادث؟ مثل ما ذكرناه من الفتن التى كانت بمكة فى الإسلام ، وأخبار المطر ، والفناء ، والغلاء والرخص. وهذا إلى ظنى أقرب.
وسبب عدم معرفتى لما اشتمل عليه كتاب زيد المذكور : أنى لم أقف عليه. وإنما علمت ذلك من رسالة كتبها زيد لسيدى أبى العباس الميورقى ، رأيتها فى كتاب الجواهر ـ لابن شاش المذكور ـ بخط الميورقى فى وقفه بوج الطائف.
وفيها مكتوب بعد البسملة : زيد بن هاشم بن على. ثم قال : وبعد : فقد خدم بها الضعيف فى الثلاثاء ، منتصف شعبان. وبخط الميورقى ـ فوق شعبان ـ من سنة ست وسبعين وستمائة ، وذكر أشياء ، ثم قال :
وقد خطر للضعيف ـ مع المتاعب التى يعانيها من كل وجه ـ إثبات تواريخ لمكة المعظمة ، وقد أثبت منه إلى الآن : نحو خمس كراريس. انتهى.
وأظن أنى رأيت بخط بعض أصحابنا من حفاظ الحديث : أن لعمر بن شبة تأليفا فى أخبار مكة.
وأظن أنى رأيت فى بعض التواريخ : ما يقتضى أن للحافظ محب الدين بن النجار البغدادى ـ صاحب ذيل تاريخ بغداد ـ مؤلفا فى أخبار مكة. وأظن أن ذلك على نمط التاريخ الذى ألفه لمدينة النبى صلىاللهعليهوسلم. وتاريخه للمدينة ليس فيه تراجم. وإنما فيه خبر المسجد النبوى ، وما فى المدينة من المساجد النبوية ، والآثار الشريفة ، وشبه ذلك.
وأظن أن كتاب عمر بن شبة فى أخبار مكة ـ إن صح ما رأيته فى ذلك ـ على نمط تاريخ الأزرقى ، والفاكهى. والله أعلم منى.
__________________
ـ عن خط الذهبى ، فلا يصح أن يكون وفاة الجد والحفيد فى مثل هذا القرب. وجعلت دائرة المعارف الإسلامية ٢ / ٤٠ وفاته (سنة ٢٤٤) إلا أن السيد رشيدى الصالح ملحس ، فى مقدمة الطبعة المكية من كتاب «أخبار مكة» وأحمد تيمور باشا ، فى الخزانة التيمورية ٣ : ١٤ نقلا عن العقد الثمين ـ خ. للفاسى قوله : «وبلغنى أن الأزرقى كان حيا فى خلافة المنتصر العباسى» وكانت خلافة المنتصر (سنة ٢٤٧ ـ ٢٤٨) ه. وتخلص السخاوى ، فى الإعلان بالتوبيخ ١١٢ وديوان الإسلام ـ خ ومفتاح السعادة ٢ / ١٥٤).