وإليه ينسب درب شمس الدولة بالقاهرة.
وقد ذكرت ترجمته مبسوطة فى كتاب «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» ، وكتاب «التاريخ الكبير المقفى لمصر».
* * *
الملك المعظم شرف الدين أبو الفتح عيسى بن الملك العادل
سيف الدين أبى بكر محمد (١)
ابن نجم الدين أيوب بن شادى بن مروان ، الكردى ، الأيوبى ، الفقيه الحنفى ، النحوى ، الأديب ، الشاعر.
ولد بالقاهرة فى سنة ست وسبعين وخمسمائة ، وتفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة على جمال الدين أبى المحامد محمود بن أحمد الحصيرى البخارى الحنفى ، وأخذ العربية عن التاج أبى اليمن زيد بن الحسن الكندى ، وكان يسعى إلى منزليهما على قدميه لأخذه العلم عنهما ، وأفرط فى العصبية لمذهب الحنفية ، وشرح الجامع الكبير فى الفقه ، وصنّف «السهم المصيب فى الرد على الحافظ أبى بكر الخطيب» ، ورؤى بخطه على «كتب سيبويه» : «إننى قطعته حفظا من خاطرى» ، وعلى كتاب «النكت فى الفقه على مذهب أبى حنيفة» إننى قطعته حفظا ، وهو فى مجلدين.
واعتنى بالعلم وأهله عناية تامة ، وسمع الحديث عن حنبل ، وعمر بن طبرزد ، وغيره ، وحدّث.
وأعطاه أبوه الملك العادل دمشق ، وجعل فى ولايته غزة والكرك والشّوبك ، وذلك فى سنة ست وتسعين وخمسمائة ، فلم يزل حتى مات بدمشق آخر ذى القعدة سنة أربع وعشرين وستمائة. وحجّ فخرج من دمشق فى حادى عشر ذى القعدة سنة إحدى عشرة وستمائة على الهجن ، وسار على طريق تبوك ، وبنى البركة وعدة مصانع ، وتصدق على أهل الحرمين بصدقات جليلة ، وقدم منها إلى القاهرة وافدا على أبيه ومعه الشريف سالم بن قاسم ـ أمير المدينة ـ شافعا فيه ، فأكرمه العادل ، وبعث معه عسكرا إلى المدينة وعاد المعظم إلى دمشق.
وقد ذكرت ترجمته مستوفاة فى «تاريخ المقفى لمصر».
* * *
__________________
(١) انظر : (مرآة الزمان ٨ / ٦٤٩ ـ ٦٥٢ ، الأعلام ـ خ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٢١ ، ابن خلكان ١ / ٣٩٦ ، ذيل الروضتين ١٥٢ ، النجوم الزاهرة ٦ / ٢٦٥ ، ابن الأثير ١٢ / ١٨٣ ، الجواهر المضية ١ / ٤٠٢ ، هدية العارفين ١ / ٨٠٨ ، السلوك ١ / ٢٢٤ ، الأعلام ٥ / ١٠٨).