ذلك إلى شعبان من هذه السنة فحصل بينهما تشاجر كثير ، فأشار صاحب مكة السيد حسن أن يتركا جميعا المباشرة لما كان يقع بينهما من الشرور إلى أن يراجع السلطان في أمرهما ومن قرر منهما باشر ، وأقام عوضهما الإمام بمقام إبراهيم الخليل عبد الهادي ابن الشيخ أبي اليمن الطبري ، واستمر نائبا عنهما إلى آخر القعدة من السنة ، فوصل من الظاهر ططر تولية الوظائف لأبي الفضل بمفرده فباشرها.
ثم وصل القاضي أبو السعادات القاهرة في سنة سبع وعشرين بعد موت الخطيب أبي الفضل فولي الخطابة والنظر والحسبة ، ثم ورد إلى مصر خبر وفاة ابن عمه قاضي مكة محب الدين ابن ظهيرة فسعى في وظيفة القضاء فخيّر بينها (١) وبين وظيفة الخطابة والنظر والحسبة ، فاختار وظيفة القضاء فوليها مع التحدث على الأيتام والرّبط وتدريس المدرسة البنجالية في العشرين من جمادى الأولى من السنة بعد أن عورض كثيرا ، فتقدم إلى مكة في سادس شعبان من السنة ، وولي تدريس المدرسة المجاهدية بمكة المشرفة من قبل أهل اليمن ، ثم أضيف إليه خطابة المسجد الحرام عن الخطيب أبي القاسم النويري ، والحسبة عن القاضي أبي البقاء ابن الضياء الحنفي ، ووصل العلم بذلك في شعبان في سنة ثلاثين ، ثم عزل عن جميع ذلك مع وظيفة القضاء في أول الحجة من السنة ، فولي القضاء شيخ الحجبة جمال الدين محمد بن علي الشيي ، والخطابة أبو القاسم ابن أبي الفضل النويري ، والحسبة الأخوان محب الدين وإسماعيل ابنا القاضي عز الدين النويري ، واستمر بطالا من جميع الوظائف مشتغلا بالدروس ، واجتمع عليه الطلبة ، ثم أعيد إلى وظيفة القضاء ونظر الحرم بعد موت الشيي المذكور في ثالث عشر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين.
ثم عزل عن نظر المسجد الحرام في ذي الحجة من السنة بالخواجا داود
__________________
(١) في الأصل : بينهما.