الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد عني أبناء فهد بمكة المشرفة وتأريخها ، وتسجيل حوادث أيامها ، والعناية برجالاتها وعظمائها ، خلال قرنين من الزمن. وقد تفننوا فيما كتبوا ؛ فكتبوا اليوميات والحوليات والتراجم والتاريخ والبيوتات.
ولو لم يكتب بنو فهد عن تلك الحقبة ما كتبوا لضاع كثير من تأريخها لتلك الفترة ، فكانوا بحق من أبر أبناء مكة المشرفة.
وقد عايش بنو فهد دولتان من دول الإسلام : الدولة المملوكية ، والدولة العثمانية. فذكروا من أخبارهما ، وولاتهما ، وقضاتهما ، مما كشف عن كثير من تفاصيل الحياة في مكة المشرفة خلال ذلك الزمن.
وكان ممن اعتنى بتأريخ مكة من أبناء فهد : النجم عمر ابن فهد ، قد أرّخ لرجالات مكة المشرفة خلال أكثر من نصف قرن ، وترجم لعدد كبير من العلماء الحنابلة منهم أئمة المقام الحنبلي في تلك الفترة وأودع ذلك كتابه «الدر الكمين». وجعله ذيلا على كتاب شيخه تقي الدين الفاسي «العقد الثمين».
وقد طبع كتاب الفاسي «العقد الثمين» عدة طبعات ، بينما لا يزال ذيله «الدر الكمين» مخطوطا.
لذلك حرصت على إخراج هذا الكتاب وطبعه ليكشف لنا تاريخ تلك الفترة من الزمن.
وان مما ينبغي التنبيه إليه أن هذا الكتاب لم يؤلف لعامة الناس وإنما هو لطبقة مثقفة واعية ، فقد يرى الناظر في هذا الكتاب عبارات نقلها