الدين ابن ظهيرة أن يتوجها إلى الأبواب السلطانية ، فأرسل الشريف ولده السيد بركات عوضا عنه ، وتوجه مع الحاج ومعه القاضي برهان الدين وأخواه وولده وجماعته ، وحصل لهم كلهم من القبول والعظمة والاحترام ما لم يسمع بمثله ، واستمروا كذلك إلى أن توجهوا مع الحجاج إلى مكة المشرفة (١).
وفي ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وصله مرسوم يأتي ذكره.
وتوجه إلى الشرق للغزو ، وأعطى الشرفاء ذوي أبي نمي ألف دينار وأمرهم بالتوجه معه ، وكان قبل ذلك أرسل خاله شامان وشقيقه عليا إلى الشرق للغزو فغزوا وغنموا وعادوا ، ثم عاد الشريف في جمادى الثاني ودخل مكة ليلا ، وخرج صبيحتها إلى عرفات ثم إلى اليمن (٢).
وفيها في ليلة الأحد ثالث شهر رمضان وصل إلى مكة وكان نازلا بين جدة وحده ، ووصله قاصد من مصر في البحر ، وفي صبيحتها حضر إلى الحطيم هو والقضاة والباش والفقهاء وقرئ مرسومان له ولبس الخلعة : والأول هو الذي وصل إليه في ربيع الأول وهو يتضمن وصول ابنه والقاضي برهان الدين وجماعته وملاقاتهم وإكرامهم وإنزالهم بتربة السلطان بالصحراء والرضى عليهم ، وشكر القاضي وأمير الحاج له وحسن سيرته وأمن البلاد وقلة طمعه في البلاد أو عدمه. وإخباره بوصول محمل العراقي وأميره وقاضيه ، وشكره على فعله معهم من أجل قلة احترامهم للمدينة النبوية وغير ذلك. والمرسوم الثاني يتضمن أن ابنه والقاضي وجماعته بخير ، وأننا أمرنا ناظر الخاص (٣) أن يجهز لهم خلع السفر ، فاختاروا الإقامة إلى خروج الحاج والإتيان معهم ، وأن الشريف رميثة تكلم معنا في أمر الحجاز المرة بعد المرة فامتنعنا وجمعنا بينه
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٥٦٥.
(٢) إتحاف الورى ٤ : ٥٦٦.
(٣) ناظر الخاص : هو الذي ينظر في خاص أموال السلطان (صبح الأعشى ٥ : ٤٦٥).