واستمالهم إليه ، وأعلن رضاه عما فعلوه إذ كان كلجه قد فر منه ، وجلس آيتغمش على ملك العراق وجعلت خطبة السلطنة فى كل العراق باسم الأتابك أبى بكر وكان يطلق على أوذبك لقب ملك كما كان آيتغمش يعرف بملك الأمراء ، وأرسلوا رسولا إلى الشاه أردشير لعقد اتفاق فقال الشاه : إن قلعة إستوناوند ملك لى فردوها إلىّ فقالوا له : إن قوتك وحولك الآن أكثر فخذها عن رضا منا ، وعقد الإصفهبد معهم عهدا وأرسل جيشه إلى مشارف قلعة إستوناوند وحاصرها وفى النهاية استقر الرأى على أن يعطى لأسفارنكيج بن على لارجانى قلعة فلول بدلا من قلعة إستوناوند ، وأرسل الإصفهبد إلى قلعة إستوناوند حاكما من خاصته ، وبعد شهرين من جلوس شرف الدولة بن على لارجانى فى فلول منحه الإصفهبد منطقة ميله إقطاعا له فأرسل أبناءه إليها ، ترك قلعة فلول الأتباع الشاه أردشير وكان ملازما لخدمة الشاه دائما ، وكان الشاه يغمره بالعطف وفى تلك السنة التى كان قد أخذ فيها إستوناوند جاء الشاه أردشير إلى فريم والتجأ إلى خدمته علاء الدين بن زين الدين رئيس دهستان ، فأمنه وبذل له الكثير من العناية وطلب شمس الملوك رستم بن أردشير الإذن من أبيه فى يريم ليمضى إلى قلعة باغك ليتفقد حظائر خيوله وكان فى خدمة أبيه أخوه الأكبر شرف الملوك والأصغر قارن فسمح له شاه أردشير بذلك فجاء من هناك إلى (١) باغك ....
فلما وصل إلى" سوبرنى" أكرم وفادته سيد العالم سلطان السلاطين الإسكندر غازى العالم كما أكرمت وفادته سيدة العالم عظيمة الأتراك ملكة الإسلام خلد الله ملكها ، وخصصت له الملجأ والجاه والمنزلة ولم تترك شيئا من وجوه الرعاية إلا بذلته له ، وفى هذا التاريخ كان غياث الدين قد دخل بلاد لفور وجاء شهاب الدين غزنين إلى خوارزم ، وأرسل الرسل إلى مازندران يقول : لقد ذهبت إلى خوارزم فبذل الشاه أردشير كل ما كان ممكنا فى الدنيا من عناية ورعاية فى حق رسله كما جعل الخطبة والسكة باسمه أيضا ، إلى أن أتى سيد العالم سلطان السلاطين أعلى الله رتبته ونصر ألويته إلى منطقة فوز وار على مسافة ستة فراسخ من خوارزم ، وتحاربا وكان نهر
__________________
(١) ممسوح من النسخة ألف وموجود فى النسخة باء : محقق ص ١٧٠