فأقطعه شاه أردشير منطقة" مهريران" مع بعض الأماكن المتفرقة ، لما عاد الأتابك أبو بكر من الرى كان يوجد تركى يدعى" كلجه" وكان عبدا لأبيه فقبض على ذلك التركى لكنه فر من القيد واجتمع من حوله جيش العراق (بقادته) من أمثال" أيتغمش" و" منجلى" و" منكبه" و" عز الدين قتيبة" و" صمتاز" وأمير علم" جمال الدين" ، واستولوا على ملك العراق وقسموه فيما بينهم وكانوا يرسلون الرسل دائما إلى الشاه أردشير ، يبلغونه بأننا عبيدك ومطيعون لأمرك والعراق ملك لك أيضا ، وكانوا يطلبون عهوده ومودته ؛ فبذلها ولم يعد هناك ما يشغل ذهن أردشير من جهة العراق ، فقاد الجيش إلى خارج تميشه فلما وصل إلى قرية ليمسك" سدن رستاق" جاء إلى خدمة شاه أردشير الإصفهبد ركن الدين كابود جامه مع والديه محمد وإسفهالار ، وتناولوا الشراب هناك فى ذلك اليوم واحتلفوا ، ومضى الإصفهبد إلى مشارف قلعة" وجا" ، وأمر بعمارتها ثم ذهب من هناك إلى" خرماب رود" وأمر ببناء قلعة" تيره سنك" ، ولما رأى نصرة الدين كابود جامه أن عمه قد جاء إلى خدمة شاه أردشير ذهب هو إلى السلطان الأعظم إسكندر الزمان سنجر محمد خلد الله سلطانه ، وأغار كل من ركن الدين والأمير رستم سابق الدولة على ولاية كبود جامه وابتعد كل منهما عن الآخر ، فوقع الأمير رستم بمفرده دون خيل أو عسكر أو غلمان بين أتباع كبود جامه فأمسكوا به وحملوه إلى ولايتهم فتتطير الشاه أردشير لذلك ، ولبث هناك حتى أتم فتح قلعة تيره سنك وعين عليها خاصته وقائدا من عنده ، وعاد ومن هناك ، فلما وصل إستراباد جاءه رسول من عند سيد العالم سلطان بى آدم ملك الملوك فاتح البلاد إسكندر الزمان عز نصره وزيد قدره وأعطى للشاه أردشير منشورا يقول له فيه : لقد أمرنا بتسليم فيروز كوه وظاهر تميشه للشاه أردشير فلما عاد شاه أردشير ذهب إلى الولاية ، وكان يوجد بها تركى يدعى" أربرز" والتى كانت" بسطام" و" دامغان" قد وضعت تحت تصرفه ، وفى تلك السنة ظهرت فتنة إذ كان غياث الدين غور وشهاب الدين غور قد جاءا إلى خرسان لحرب السلطان ؛ فأرسل إليهم صوتاش والأتابك وجميع الأمراء إلى نيسابور ، وبعث بوره كله إلى الشاه أردشير بأن يقبله تابعا له ، وتوجه الشاه إلى زارم وأرسل جميع عسكره عنده فى دامغان وأرسل هو ابنه إلى خدمة الشاه فى زارم كرهينة وظل هو مدة عشرين يوما بين جند الشاه حتى جاء إليه قاضى دامغان ، وقال له : إن مضيت إلى مازندران فلن تأتى إلى هنا مرة أخرى ولن تخرج بعد ذلك فهرب أربرز من وسط