والتكريم ، إلى أن أرسل" منكلى تكز" رسلا لمصالحته وطيبوا خاطر القاضى" كوفى" ، فوثق القاضى فى ذلك وأقسم لمنكلى تكز على العودة وأرسل إلى الشاه أردشير يقول له إن عيالى وأهلى فى نيسابور وأنا لا أشعر بطمأنينة القلب عليهم ، فقال له الشاه : إن هذه الفكرة ليست فى صالحك ، وسوف أرسل من أجلك وأحضر تلك الجماعة من أهلك إلى هنا وأعين لك ما يليق من المكانة فإن منكلى تكز تركى قد وقف على أقدامه واليوم حيث حقق قدرة وتمكنا فهو لم يعد يرى الدنيا بعينه ، لأنه إنسان قد نشأ حديثا ولا يمكن الوثوق فى عهد وقسم الترك فكيف لرجل مثلك أن يثق فيه .." إذا أعشبت فأنزل" وبما إنك قد التحقت بنا فتمهل فى أمرك لنرقبه لك فقال القاضى كوفى لا مرد لقضاء الله ، فليأذن لى الشاه بالرحيل فإن نص حديث رسول الله عليه السلام من قتل دون أهله فهو شهيد ، ولى فى نيسابور أتباع وأعوان فلا يمكن لمنكلى تكز أن يمد يده إلى بسوء ، وسوف أمضى إلى نيسابور فبذل له الشاه وافر النعم وسمح له بالعودة فلما وصل إلى هناك شنقه منكلى تكز على نحو ما فعل المهاجرون والأنصار فى المدينة حين سلموا عثمان ليد الغوغاء ، وعلى نحو ما فعل شيعة الكوفة بالحسين بن على فى كربلاء فقد سلم القاضى ليد منكلى تكز ويقول أحدهم فى هذه الرباعية
ـ جورك أكثر من جور آل مروان ، وبرهان القتل عليك أكثر من دم عثمان.
ـ فانصف فإن دموع مظلوميك لو جمعت تصبح أكثر من ماء الطوفان.
وبعد مدة جاء" السلطان سعيد" أنار الله برهانه إلى نيسابور وأخذ العهود والمواثيق وكان الشاه أردشير قد بعث له بألفى رجل كمدد له ، فأصدر حكمه بأن يشنق منكلى تكز قصاصا للقاضى كوفى وحمل إلى خوارزم سنجر شاه وأمه وقوام على مع سائر المعارف الآخرين ، وأسند حكم" نيشابور" إلى ملك خراسان قطب الدين خان والذى كان أكبر أبنائه ، ومضى زمن على هذا ولما آلت خراسان إلى السلطان رغب فخر الدين كلبا يكان فى أن يهرب من خدمة الشاه أردشير وأن يثير الفتنة على نحو ما كان قد فعل فى عهد الملك الشهيد حسن ، فقام الخدم بإبلاغ الشاه بهذا الأمر سرا ، وكان فخر الدين يطلب الإذن لكى يذهب إلى كلبا يكان فتأكد لدى الشاه صدق ذلك الكلام ، وذات ليلة كان الشاه يتناول الشراب فى قصر دونكا ، وكان يأمر بتقديم الشراب لفخر الدين كأسا بعد أخرى إلى أن ثمل وغاب عن وعيه وسقط ، فأمر الشاه