ويقول فى شأنه تاج آبى :
ـ لا أشترى حديقة ولا بستانا بدونك ، ولا أجالس أحبابا ولا أعاقر شرابا بدونك
ـ ولتصب سنان الشوكة عينى إن قطفت زهرة قط دونك من هذا العالم.
وقد بقى له ابن صغير" من تركان خاتون" كان اسمه" سنجر شاه" ، وكانوا يدعونه" منكلى تكز" وقد تولى أحد عبيد" طغانشاه" رعاية هذا الابن والإشراف على تربيت (وحكم باسمه) لكنه سلك طريقا غير محمود بالظلم والجوار مع الرعايا والأكابر والأعيان ، وكان السلطان سعيد ملكا غاية فى العدل ، فرغب أهل" خراسان" فى الدخول فى خدمته ومضوا إلى خوارزم ، وجاءوا به إلى" نيسابور" حيث حاصرها وطلب المدد من" الشاه أردشير" فبعث إلى خدمته من معارف" مازندران قطب الدين برسق" والأمير" آخور روس" و" الإصفهبد كيخسرو أشرب" و" الإصفهبد عز الدين أردشير بن أردشير" مع البائيين ؛ حيث حضروا إلى خدمته خارج" تميشه" وذات يوم تحركوا إلى أطراف القلعة ، وكان يوجد من بين أمراء سدن رستاق أمير يدعى" شير سوار ليمسكى" وكان يجيد رمى السهام باليمين والشمال على السواء ، ويذهبوا مع كل سهم يطلق من قوسه حيث كان يصيب به رجلا فى القلعة فيسقطه من فوقها ، وكان السلطان يراقب الأمر فأمر الأتراك بأن يذهبوا إلى هذا الرامى ، وقبلوا يد" شير سوار ليمسكى" لكن القلعة لم يتم تحريرها فى تلك السنة ، وكان القاضى كوفى من بين علماء العالم العظام وكان قاضيا ورئيسا وقدوة بين الأصحاب ، وكان هذا القاضى قد هرب من" منجلى تكز" ، والتجأ إلى الإصفهبد فى منطقته دولت آباد فركب الشاه احتراما لعلم وزهد ذلك القاضى ، وقد ارتدى عباءة سوداء وقبعة على رسم الخرسانيين ، وقد طرز على ثيابه بجلد كلب البحر الأسود ، وقد ركب فوق جواد عربى أسود فاحم اللون عالى القامة وسار حتى وصل منطقة جاله" رودبار" ، ولم يسمح لهم أن ينزلوا القاضى عن الجواد فلما رأى القاضى جبحة الشاه وهيئته ، سيطرت عليه الرعدة من الهلع ، وكلما بالغ الإصفهبد فى عبارات الترحيب به والتودد إليه فلم يكن القاضى يستطيع إلا أن يضع رأسه فى انحناء فوق مقدمة سرجه ، ولما صار بجواده مسافة برفقة الشاه ، أمر الشاه أن يصحبوه إلى مدينة" سارى" ، وأن ينزلوه بها ، وكان يحدد له عمله يوم بيوم ، وبذل فى حقه كثيرا من الألطاف ، والكرامات ، والهبات