ذلك الهجوم وقتلوا جميعا فى نفس المكان ، وحضر المؤيد إلى" سارى" فخربها وأشعل فيها النيران ولم يترك أى مبنى سليما من المساجد والمقابر ولم تكن فى كل" سارى" أى قدر من المبانى التى تبسط الظل والحماية وكان الملك الشهيد فى" كوشكه بن وآسياوو" فرحل ليمضى إلى" فريم" وعند ما بلغ حدود" شارمام" أرسل المؤيد رسولا مع أخيه" قوشتم" وأتراك" خوارزم" ، وكان" كردى" يقف بأغنامه على قارعة الطريق ، فشاهد الجيش فأدرك أنهم إذا وصلوا إلى" الإصفهبد" فجأة فسوف يشردوه فترك أغنامه وأسرع لا ينطق بأكثر من كلمة الجيش ثم قطع النفس فى الحال ومات ؛ فقال" الإصفهبد" : لجيشه إن مسافة هروبه هى التى فعلت به هذا ثم أمر رجلا بأن يستعد الجند بالنفخ فى البوق ، فلما وصل الخصم حتى كان جيش" الإصفهبد" كالليث الذى يستعد لالتهام الفريسة فأسقطوا الجميع على الأرض خلال ساعة ، ونزل" قوشتم" إلى" سارى" مع ثلاثة أو أربعة فرسان لكنهم قتلوا الآخرين جميعا وأدرك المؤيد أن" الإصفهبد" سوف ينقض عليه بعد ذلك ، فمضى فى الحال إلى" سلطانشاه" فأجلسه ولم ينزل بمكان قط حتى نزل تميشه ومضى من هناك إلى" جرجان" ، وكان الملك الشهيد قد بعث بابنه" كرده بازو" إلى حدود قلعة" دارا" وجعل على رأسه شرف الزمان اليهودى الذى كان طبيبه ليعالجه فأخذوه إلى الحمام فى موضع يقال له" بجاديه" فظهر عليه الصرع ومات به وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وأحضروا من هناك إلى جوار" شاه غازى رستم" ودفنوه فى التراب ، وخلال تلك الفترة قام الملك الشهيد بقطع أيدى وأرجل أربعمائة شخص ثم شنقهم لخطأ بسيط قد ارتكبوه كى لا يجرؤ شخص ما مرة أخرى ، وقال لأعيانه الذين كان قد أخذهم إلى" تميشة" بأن أحدهم لو تحرك من مقره أو منزله فسوف آمر بشنقه ، رحل من" سارى" ومضى إلى" تميشة" وأمر بإحضار القطعان ومنح الرواتب للجيش وقال يجب على كافة الجند أن يكونوا فرسانا لهم خيول وكل من لم يكن له جواد من فرقة أمر بأن يعطى جوادا من قطعانه وقال للملك : " أرجاسف" و" الإصفهبد شهريار" و" قطب الدين برستى" و" منكو" وتفر تمر عليكم الآن أن تحرقوا من أول" خراسان" وحتى" طوس" ؛ بحيث لا يبقى فى تلك الولاية عود من خلال ، وأن يقتلوا حتى الأطفال الرضع فى المهد ولو علمت أن هناك مسجدا أو مزارا أو أى موضع آخر بقى دون أن تحرقوه فسوف أحرقكم مكانه ، وعند ما أرسل الجيش حضر من هناك إلى" درويشان" حيث كان المناخ أكثر حرارة فعاد إلى" إرم" وكان مشغولا ليل نهار