مرارة قد انفجرت فى جهنم خوفا منه ، وكان يقيم فى كل موضع يستقر فيه لمدة شهر مقبرة من كثرة قتلاه الذين كان يدفنهم فى ذلك الموضع وكانت أخلاقه واحدة مع الجميع فى أمور السياسة ولكنه كان يحتاط لإثبات الحقيقة ولم يكن يأتى لعمل قط بناء على قول أى شخص دون حجة أو بينة وقد حافظ على هذا الوضع بحيث بات فى عهده من المحال أن يسر الأب مع ابنه والزوجة مع زوجها بحديث غير لائق أو فكرة غير مقبولة ، وكان شغله الشاغل الصيد والشراب وإقامة الموائد ومنح الصلات وطوال مدة حكمه لم ينم عشر ليال دون استغفار ، وباستثناء تلك الليالى التى كان مشغولا فيها بالسياسة والحكم أو الصلات والهبات كان يعطى لما كان أبوه يعطيه راتبا عشر دينارات كان هو يعطيه خمسمائة وكل من كان يأخذ مائة دينار كان هو يعطيه ألفين وكل من كان يأخذ ألفا كان يعطيه عشرين أو خمسين أو ستين ألف ولم تكن لديه أى رغبة قط فى التوجه" لامتلاك جيل" ، وجمع اثنى عشر ألف فارس شهيد وأعطى الأمراء" الترك" و" التاجيك" الراية ودورية الحراسة ولما حضر" إينانج" إلى منزله استدعى" عائشة خاتون" ابنته والتى كانت آنذاك زوجة" عز الدين صبماز" وأعطاه شاه أردشير" المهر والصداق فى أول يوم جلس فيه على العرش وكان قد أرسلها إلى" العراق" عند إخوتها وكان" الإصفهبد" فى غاية السعادة مع" عائشة خاتون" وقدم لها مزيدا من الرعاية ، وما تملكه حتى هذه الساعة من نعم ومتاع فى العراق هو من عطاء الملك الشهيد ولا تزال تدعو لروحه وتثنى عليه وكانت تعيش بالزهد والعفاف والصلاح كعادة نساء" مازندران" وعند ما ارتبط" إينانج" بالنسب مع الشاه قال إننى سوف أذهب إلى" جرجان" كى آخذ المدد من السيد" تاش"" مؤيد آيبه" فسمح له الملك علاء الدولة بذلك فمضى إلى هناك وأرسل له المؤيد آيبه المدد وترك له الملك الشهيد أربعة آلاف من الفرسان والمشاة ومضى إلى الرى ، فنظم الصفوف على حدود" مزدغان" فى موضع يدعى" جاله كاوانان" وهزم" إيلدكز" ووصل إلى" محمد أتابك" فأرادوا أن يقبضوا عليه ولكنه بحكم أنه كان قد أعطى له ابنته قتيبة قال لهم؟ أطلقوا سراحه فهو طفل ولا طاقة له بالقتال والحرب ، وعاد من هناك إلى" الرى" وأمر بإنشاء قلعة" طبرك" وأرسل إلى الملك الشهيد قائلا أنا تركى لا أقوى على امتلاك القلعة" والعراق" ملك لك مثل" مازندران" فابعث بخواصك ورئيسا للقلعة ، وفى هذا العام كان البرد شديد فبعث الملك الشهيد إلى القلعة ثلاثمائة رجل من خواصه وقائد معروف