الإصفهبد فبعث بكل الجند فى أثرة كما ركب هو أيضا وأخذ يقتفى أثرة عند ما بلغ قرية" زرام" وكان معه مرشد وكان قد وصل إلى جارة فيما وراء" زرام" فى وقت الصيف ولم يعلم أن لا إنسان ولا حيوان يستطيع المرور من هناك فى الشتاء فقال لسابق إن هذا الطريق هو أقصر بعده فراسخ فاتجهوا إليه ووصل الإصفهبد علاء الدولة شرف الملوك رحمة الله وعلم أنه لا يستطيع المرور من هناك فتوقف فى" زرام" وأمرهم بأن يذهبوا ويمسكوا به وكان يوجد راع يدعى محمد اهنكر حتى توقف على منحدر وبقى سابق وأتباعه فى الجليد وسار خلف الجواد فلما وصل إلى" محمد اهنكر" ألقى فوقه بحجر يزن خمسين منا فسقط على ساعده وسقط سيفه من يده وأنشطر نصفين وأصيب بارتعاش بعد شهر فأمسك بيده بنصف السيف واستند بظهره إلى الجبل وتقدم إلية" على كيا شمس الدين" الذى كان أحد الخواص فضربه سابق بنصف ذلك السيف الذى كان فى يده فقطع نصف رقبته وطالما ظل حياته كان يتألم حيث كانت رقبته تتأرجح على الدوام فى عهد" شاه أردشير" من أثر ذلك الجرح ، وقام جميع الغلمان بالإمساك بسابق وكان هناك جيلى قد حضر لدى سابق فى أسفاره وكان سابق قد ألم العجز نتيجة كثرة الجروح فأمسك به وقيده وكان السابق شارب ولحية يتسمان بغزارة الشعر فربط بحبل من لحبته وسحبه إلى" زرام" فشاهد الإصفهبد من بعيد ومن شدة الحنق التى كانت له عليه مضى إلية وضرب بالمقرعة وأمر بنزع الشريطة التى على لحيته ، وأمر بضرب كل غلمانه وفرقته ومضى من هناك إلى سارى وأعد لسابق ملابس النوم والخادم وأمر بإحضار الجراح لعلاجه ، ولكن لم يأت بفائدة ، وتوفى متأثرا بنفس هذا الجرح كما توفى أيضا فى نفس هذا الشهر ذلك الجيلى الذى كان قد ربطة من لحيته بحبل وكان سابق قد قتل بسيفه عدة آلاف ملحد ولم يضارعه أحد فى العراق وخراسان فى الشجاعة ومضى" الإصفهبد علاء الدولة شرف الملوك" من" سارى" إلى آمل وحضر لخدمته كيكاوس استندار ونظرا لأن والده كان يكره الملك علاء الدولة شرف الملوك وقد أصابه انكسار بالغ منه فقد تعهد كيكاوس بطاعته وخدمته سرا وأعد نفسه لاتباعه ومؤازرته ، وتوجه من إليش حتى يكتشف والتى تعرف" بسياه رود".