شابا مثل أوراق الورد المتفتحة حديثا وعين الإصفهبد خورشيد بن أبى القسم بساو ما مطير أتابكا له وبعث به إلى مرو مع ألف رجل واتجه كل من كان فى مرو إلى بلاطة لمشاهدة طلعته البهية وفروسيته وعظمته حتى إن معظم نساء مرو قد افتتن به ومالت إليه السيدات وصارت شهامته وهمته تاريخية ، ومضى ذات يوم إلى الحمام وتوقف فترة حتى تهدأ درجة الحرارة أكثر فانتهز ملحدان الفرصة ودخلوا عليه وقتلوه ، فوضعه الخدم فى صندوق وحملوه من هناك إلى مشهد على بن موسى الرضا عليهما السلام ودفنوه فى تلك القبة ، وعند ما وصل هذا الخبر إلى شاه غازى فقد توازنه ولم يتمالك أعصابه وطار صوابه وألم به الجزع وكان يدعو سنجر بالملحد طول حياته ولم يرسل إلى حضرته قط لا رسول ولا رسالة ، وكان يكتب إلى ملوك العالم وحكامه الذين كانوا أصدقاءه فى شأن السلطان سنجر إن سنجر الملحد فد أمر بقتل ابنى ، حتى بعث إليه ذات يوم خوارزمشاه سعيد عادل أتسز ابن محمد بصاين الطبرى حيث قال له بالرغم من كمال رجولتك وعلمك إلا أنى أتعجب إليك من أمرين أولاهما أن الملوك عند ما يبعثون برسول ينتقون من هو أفضل الناس عليما وطهارة وشكلا وطلاقة لسان يؤدى الرسالة ولكنك ترسل إلى فراشا كل عام والذى كلما أراد أن يؤدى الرسالة فإنه يتلعثم فى الكلام ويسيل من فمه سيلا من الماء حتى يتمكن الكلام وهذا لأنك لا تحسب حساب الناس أو أنه لا يوجد فى ولايتك أناس مناسبون ، وكان هذا الفراش هو" إسفنديار" فراش تميشه والد بانصر وكان رجلا دميم الخلقة أبكم وثانى الأمر العجاب (أنك تقول) إن السلطان سنجر قتل ابنى فى قلعة هزار آسب بينما أنا ألقبه بملك العالم وأعتبر نفسى عبدا له ، أمن أجل ملحد كان فى خدمته قد قتل ابنك تعتبر جميع آل سنجر ملحدين ولم يقو صاين قط أن يقول هذه الرسالة بنفسه للأصفهبد ، والخلاصة أنه حينما تغير الإصفهبد من السلطان قال سنجان الحق معه فمثل هذا الولد يكون عزيزا على الجميع ، وكان مقتل ابن الإصفهبد فاجعة فى خراسان حيث إن بعض النساء المفنيات قد قطعن أصابعهم حسرة عليه والبعض قطعن شعورهم وأعلن التوبة وقام الإصفهبد بعد مقتل ابنه بعدة حملات هجومية قاسية على قلعة" ألموت" لدرجة أنه لم يملك أى ملحد الشجاعة فى أن يطل برأسه من قلعه" ألموت" وكتب كافى بك القسم كاتب شاه غازى رسالة إلى كياكور محمد لإطالة حياة الكافر السيئ المعدن الأعور المخذول فى الأرض أكبر محمد أهلكه الله وقرينه مالك وليس خافيا أن الله عز وجل