الخلق يستطيع أن يخطفها منه وذاعت صفاته هذه طوال فترة حكمه ، وبعد فترة حضر السلطان إلى أصفهان وزوجه من أخته وتم الزفاف بأصفهان ثم توجه إلى" طبرستان" بنعمة وجهاز كبير فخاف منه" علاء الدولة" وحضر لدى والده وقال إن أخى رجل سفاك للدماء وظالم وغير ودود ، ولا أستطيع التحدث معه فلتأذن لى بأن أمضى إلى أحد الأركان لأقيم به ، فقال أبوه أنت موضع رضائى ولن يفعل أخوك أى شىء معك ، ولما وصل قارن إلى" سمنان" حضر" حسام الدولة" إلى" فريم" لاستقباله فما إن التحق به أبيه ترجل من على جواده وأخذه فى أحضانه ومنحه قلعة" كوزا" وعند ما علم" علاء الدولة" بهذا الخبر فى درويشان عاد ثانية إلى" إرم" وجلس لدى أبيه وقال له كنت قد أعطيتنى قلعة" كوزا" فلتكن مباركة على قارن إن أعطيتها له وأرسل أبوه الأمير «مهدى لنور» لينصحه فلم يجدر ذلك معه وخرج إلى طريق" لند" وجاء إلى" جليا يكاف" إلى قرية" ميرونة آباد" التى كانت ملكا لأمه وأقام بها وجاء نجم الدولة قارن إلى سارى.
أحوال تعنت نجم الدولة مع والده
حينما سمع نجم الدولة قارن أن أخاه قد حل شرع فى السطوة والسيطرة مع أبيه وأذى قلبه معتقدا أن أباه هو الذى أرسل أخاه فقال : لأبيه لقد فعلت ذلك حتى لا يطمئن بالى قط ، وكان يمارس كل ألوان الخسة وسوء الفعال الممكنة مع رجال أبيه ، وقال له اصدر أمرا بأن تكون الخطبة وسك العملة باسمى فلم يقبل والده بذلك وآنذاك كان عمر" الإصفهبد حسام الدولة شهريار" قد وصل إلى الخامسة والسبعين وأخذه الضعف والشيخوخة ومع مرور كل يوم كان يزداد تطاول قارن على أبيه وتحول جميع رجال حسام الدولة إلى" قارن" إلى أن وصل الأمر الذى ترك فيه والده الحكم بسببه وتوجه إلى بلاد" الديلم" واستقر بآمل وحين آفاق قارن أدرك أن جميع أهل العالم سوف يلومونه على ذلك فحضر إلى والده فى آمل وترجل من على جواده وقبل الأرض وسقط أمام قدميه باكيا وقال له أنا عبدك وسوف أفعل بعد ذلك كل ما يرضى مولاى وسيدى ، وحضر إلى سارى لكنه لم يف بما قد قاله لأبيه إلى أن وجد ذريعة مرة أخرى فقال سوف أمضى إلى" هوسم" بحيث أعمر ذلك المكان وأقيم به خانقاه وأعكف فيه تائبا.